القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

في الاتجاه الصحيح

في الاتجاه الصحيح

بقلم: يوسف رزقة

ما من شك في أهمية العلاقات الخارجية في دعم القضية الفلسطينية حين تقوم هذه العلاقات على قواعد العمل المشترك في المساحات المشتركة التي تحتضن المتفق عليه، مع التماس المعذرة المتبادلة في القضايا المختلف فيها.

وفي ظني أن المساحات المشتركة بين حماس والفلسطينيين من ناحية وبين الدول العربية والإسلامية كبيرة وواسعة، والعمل الجاد فيها مع الجميع يقربنا من حقوقنا الوطنية، والتمترس خلف قضايا الخلاف القليلة يعطل مشوارنا الطويل نحو حقوقنا الوطنية، لا سيما أن الاختلاف بين الدول هو جزء من طبيعة الحياة، والعلاقات، والمصالح، لاسيما في مجال السياسة.

لقد جاءت زيارة خالد مشعل للمملكة السعودية في إطار بحث حماس عن المساحات المشتركة مع المملكة وتجديدها معها، ومع الدول العربية والإسلامية كافة، وتكتسب الزيارة أهمية لأنها جاءت بعد فترة جفاء، ولأنها وقعت في الاتجاه الصحيح، ولا يجدر بمحب لفلسطين أن يحمّل الزيارة فوق ما تحتمل، ولا أن يقلل من قيمتها تبخيسا وبغضا.

في ظني أن وكالة فارس الإيرانية أخطأت بحق الدولة الإيرانية، وبحق حماس أيضا، حين هاجمت خالد مشعل وزيارته للمملكة، وزعمت أن حماس قررت أن ترسل (٧٠٠) مقاتل للعمل مع قوات التحالف في اليمن، وهو قول عار عن الصحة وغير قابل للتصديق، فليس لحماس أعداء تقاتلهم غير الصهاينة الذين يحتلون الوطن، ويقهرون الشعب الفلسطيني.

لست أدري لماذا هاجمت وكالة فارس مشعل وحماس والزيارة، بينما يلتقي القادة الإيرانيون مع أميركا ودول الغرب في مفاوضات، أسفرت عن اتفاق بينهم عدّه الإيرانيون نصرا للدبلوماسية الإيرانية. فهل لقاء مشعل بالسعودية بدعة، بينما السنة أن يلتقي الأمريكان والغرب؟! هذا النقد الجارح لا يتمتع بمسئولية، ولا يفهم طبيعة السياسة والعلاقات الخارجية، وحق الدول وحماس أيضا في الالتقاء بالآخرين لتحقيق أفضل المصالح والخدمات لفلسطين وللشعب الفلسطيني المقاوم.

لا يوجد مبرر واحد لمهاجمة حماس وسياستها الخارجية، فحماس قالت قديما وما زالت تقول إنها ليست في جيب أحد، وليست جزءا من محور ضد آخر، وهي تتعامل مع الجميع وتضع القضية الفلسطينية أمانة في جميع العواصم العربية والإسلامية، وتشكر كل عاصمة على ما قدمت لفلسطين ولغزة المحاصرة.

وأعتقد أن للمملكة السعودية دورا نحو فلسطين لا يقوم به غيرها، كما أن لإيران دورا لا يؤديه غيرها، وهذه هي طبيعة الأمور في قضية فلسطين الموصوفة دائما بأنها القضية التي يجتمع عندها العرب والمسلمون ممن أخلصوا النية لله.

لا يجوز لعاصمة من العواصم أن تطلب من حماس فوق ما تستطيع حماس والشعب الفلسطيني. وإن محاولات جرّ حماس نحو الخلافات الطائفية والحدودية هو نوع من حرف البوصلة الفلسطينية وهو ما ترفضه حماس، ويرفضه الشعب الفلسطيني. فلسطين عندنا قضية مقدسة ترفع من حملها في الدنيا والآخرة، وهي لجميع الموحدين، ومن أعرض عن خدمتها لسبب أو آخر لا يضر غير نفسه.

المصدر: فلسطين أون لاين