في اليوم العالمي للاجئين: متى تنتهي رحلة لجوء الفلسطيني؟
في يوم اللاجئين العالمي (20 يونيو) هذا العام يجدد اللاجئون الفلسطينيون تمسكهم بحق العودة لفلسطين وتمسكهم بكل شبر من أرض فلسطين، وبأنهم ما انفكوا يزدادون يقينًا بقرب يوم الفصل بين صاحب الحق والمستعمر الذي نهب وطنهم وشرد وقتل آباءهم وأجدادهم .
يشعر اللاجئون كل يوم وساعة بالقهر وهم يشاهدون بيوتهم وأراضيهم التي أخرجوا منها عنوة إلى حياة اللجوء والبؤس، غير قادرين على العودة إليها في ذات الوقت الذي يستقدم الصهاينة يهودًا من كل أرجاء الكون ليستعمروها وينضموا لركب الاحتلال ليشاركوا بإتمام الجريمة التي اقترفها أقرانهم قبل حين.
إن العالم أجمع وهو يشهد هذا الإجرام الممنهج وبحماية الكيانات التي تدعي التقدم في المساواة وحقوق الإنسان إنما يشهدون شهادة الزور في جريمة لم تسقط بالتقادم، ولن يتجاوز فيها أصحاب الحق عن حقهم أو يتنازلوا عنه.
اللاجئ الفلسطيني في هذا اليوم يوجه رسالة بأنه لن يتوقف عن النضال حتى يحتفل بيوم العودة الفلسطيني فوق أرضه وأرض أجداده.
المقاطعة الاقتصادية
بينما يحيا اللاجئ الفلسطيني بحرمان وضيق في مخيمات اللجوء الموزعة حول العالم؛ فإن دولة الكيان الصهيوني تتمتع بدعم دولي سخي وبتشجيع لاستماراتهم في كل أنحاء العالم، وهذا الوضع يلقي بالمسؤولية على كاهل المجتمع الدولي لحصار هذا الكيان.
وإذ ننادي بتحرك ضد الكيان الصهيوني الإجرامي؛ فإننا نخاطب الأحرار في كل دول العالم بالتحرك لحصار الكيان الصهيوني من منطلقات إنسانية وأخلاقية؛ فالاحتلال المزدهر في فلسطين إنما هو نتاج الانفتاح العالمي على هذا الكيان سياحيًا، واقتصاديًا، وتجاريًا، وأكاديميًا، وفنيًا، ورياضيًا، وثقافيًا، ومن خلال تبادل الخبرات الصناعية، والزراعية، ولعلمية.
نناشد الإنسانيين في كل مجتمع بالمقاطعة للكيان الصهيوني العنصري في كل المجالات السابقة.
لننظم أنفسنا من أجل فلسطين
النضال الفلسطيني من أجل الحرية يصاحبه حملة صهيونية شعواء بمشاركة اللوبيات الصهيونية سواء في أروقة السياسة أو من خلال مؤسسات الإعلام العملاقة ضد هذا النضال، إن كل مواثيق حقوق الإنسان وكل الأديان السماوية وكل الفلسفات الإنسانية تجيز المقاومة للشعوب التي تقع ضحية للاحتلال.
والمقاومة الفلسطينية من أجل تحرير فلسطين إنما هي جزء لا يتجزأ من كفاح الإنسانية من أجل الحرية والعدالة والمساواة، والحملات المسعورة التي يشنها الصهاينة وأصدقاؤهم في البرلمانات الغربية ومن على منابر الصحافة العالمية يجب أن تجابهها حملات من المؤمنين بحقوق الإنسان، وبحق الإنسان بالحرية والعيش الكريم في وطنه.
إن وصم المقاومة الفلسطينية بالإرهاب يعتبر إرهابًا فكريًا غير مسبوق، ومخالفة لروح دساتير كل الدول الغربية، ولفكر العدالة الذي يملأ كتب الفلسفة الإنسانية في كل الحضارات الإنسانية القديمة والحديثة، وينبغي على كل الأكاديميين ورجال الفكر والسياسة الأحرار أن يعملوا جهدهم لإخراج المقاومة الفلسطينية من خانة الإرهاب، وأن يضعوا دولة الكيان الصهيوني في موقع المتهم بالإرهاب بدلًا من جلد الضحية.
و بينما يقاوم الفلسطينيون ويتشبثون بحقوقهم فإن حياتهم اليومية يجب أن تكون كريمة، المخيمات الفلسطينية في الدول المتعددة عربية، وأجنبية يجب أن تكون مكانًا آمنًا وكريمًا لضمان حياة كريمة لللاجئين الفلسطينيين، مع احتفاظ الفلسطيني بحق النضال من أجل العودة وحق تنفيذ العودة.
و للسلطة الفلسطينية المفاوِضة نتوجه بالكلام بأن غيِّروا لهجتكم مع الاحتلال نحو المقاومة الدبلوماسية! طالبوا بمعاقبة الاحتلال، كدولة خارجة عن القانون، ساهموا في وقف قانون العودة العنصري الذي يشرعن الهجرة اليهودية إلى فلسطين على أساس عنصري بينما يمنعها عن الفلسطينيين أصحاب الأرض، يجب أن يدفع الاحتلال ثمن جرائمه في المحافل الدولية وفي الأمم المتحدة حيث تم إنشاؤه أول مرة؛ فليُسحب هذا الاعتراف في الأمم المتحدة حتى يتوقف قانون العودة العنصري ويعلن صراحة اعترافه بكافة حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة.
و إن كان لنا كلمة نهمس بها بأذن اللاجئ الفلسطيني فإننا نقول له: المقاومة الشاملة (المسلحة، الشعبية، الأكاديمية، الاقتصادية، الثقافية) هي ضمان العودة الوحيد ووحدها سترسم الطريق لفلسطين.
المصدر: شبكة فلسطين للحوار