في ذكرى
النكبة.. النازحون الفلسطينيون من سوريا : لا بديل عن حق العودة الى ربوع الوطن
عبد
الرحمن عبد الحليم
خاص/
لاجئ نت
مشاهد
النكبة عام 1948، يعيشها اللاجئون الفلسطينيون اليوم مجددا في بلاد الشتات، وبعد
خمسة وستون عاما يحيي الفلسطينيون نكبتهم التي اخرجوا على اثرها بالقوة من مدنهم
وقراهم على ايدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، لكن ما يزيد الطين بلة هذه المرة،
وبحسب ما يرى كثيرون فإن النازحين الفلسطينيين من سوريا يعيشون نكبة ثانية غداة
تهجيرهم من مخيماتهم، فهو قدر اللاجىء الفلسطيني ان تكون حياته محطة من المعاناة
والالم، يتنقل خلالها من مأوى الى مأوى علّ حلم العودة يتحقق الى ربوع الوطن
المحتل وتزول مآسي التهجير.
"ابو
عماد حسين" لاجىء فلسطيني هجر من مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق، يروى
لنا قصة خروجه من بيته الذي كلفه جنى العمر، فيقول" خرجت انا وزوجتي وأبنائي
السبعه بعد سقوط قذيفة على المنطقة التي اسكن بها، وذهبنا حينها الى اقاربي خارج
المخيم وكنت اعتقد ان منزلهم اكثر امناً، لكن بعد اسبوع ازدادت وتيرة المعارك في
المخيم وتخومه، فقررنا الفرار الى لبنان لحين انتهاء الاحداث في سوريا، وعندما
اتخذنا هذا القرار شعرت بغصة في القلب، لأني أذكر كلام والدي جيدا حينما روى لنا
قصة خروجه من فلسطين، ورغم ان المخيم ليس بلدنا الاصلي لكنني حزنت وعائلتي كثيرا
على خروجنا منه".
ويضيف
ابو عماد والدمع في عيناه " خرجنا من المخيم دون ان نحمل معنا اية من الاغراض
او الاثاث، والآن لا نملك شيئا سوى بعض المساعدات التي تصلنا من المؤسسات
الخيرية" وخلال الحوار الذي استمر لساعة ونصف وجدنا ان نكبة فلسطين لن تغيب عن ذاكرة ابوعماد فيقول " ونحن في شهر ايار نحيي اليوم ذكرى
نكبة أجدادنا، وسنبقى نطالب بحق العودة لأنه هو الخيار الوحيد للتخلص من معاناتنا
التي نعيشها بعيدا عن ارضنا الحبيبة فلسطين، سأشارك انا وعائلتي بجميع فعاليات
إحياء ذكرى النكبة، لنؤكد للعالم ان النازحين الفلسطينيين من سوريا لا يريدون سوى
العودة الى وطنهم الأم".
إذا هي
قصة صغيره لإحدى اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا، قصة تعيد لنا مشاهد
النكبة التي لا تزال عاواقبها وخيمة الى يومنا هذا، ورغم ما يلمّ باللاجئين
الفلسطينيين من احداث تضيق عليهم الخناق في حياتهم اليومية، تبقى يافا وحيفا
والناصرة وصفد والقدس وجميع القرى والمدن مرسومة في عيونهم، وحاضرة في أذهانهم رغم محاولات نسف القضية
والغاء حق العودة.
ومع إحياء ذكرى النكبة، لا بد على المجتمع الدولي
ومنظمات حقوق الإنسان والانروا توفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في سوريا،
وتأمين الرعاية الكاملة للنازحين منهم، فأرض فلسطين من نهرها الى بحرها، هي حلم كل
لاجىء فلسطيني في بلاد الشتات ولا بديل عنها.