القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

في ذكرى النكبة ..الوطن قبل التراث

في ذكرى النكبة ..الوطن قبل التراث

بقلم: عصام شاور

قبل ثلاثة أسابيع من ذكرى النكبة تداول الإعلام الفلسطيني خبرا يظن من قرأه أننا نعض على حقوقنا وثوابتنا بالنواجذ وإليكم الخبر قبل التعليق : " عمليات السطو الإسرائيلية على التراث الفلسطيني لم تتوقف عند حد، لكن آخرها وأكثرها وقاحة تلك التي جرت "عينك عينك" على " قلاية البندورة" الفلسطينية في الأمم المتحدة".

من نشر الخبر بالحماسة التي رأيناها يتناسى أن منظمة التحرير الفلسطينية تنازلت عن ثلاثة أرباع الوطن " عينك عينك" أمام العالم، وفي هذه الأيام وفي الذكرى الـ67 للنكبة تجد أنصار أوسلو يكتبون عن النكبة ولا أدرى ما علاقتهم بالنكبة طالما أنهم استسلموا لنتائجها واعترفوا بشرعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948؟.

بعضهم يتحاذق أو أنه يتغابى فيطالب العدو الإسرائيلي بتصحيح خطئه الذي ارتكبته عام 1948 بالاعتراف بكامل الحقوق الفلسطينية وإعادتها، وما هي حقوقنا؟ هل هي ربع الوطن ؟ أم ما حوته المائدة الفلسطينية من قلاية بندورة وقرص فلافل أو دبكة فلسطينية يشبك صبي يده بيد صبية؟ لماذا نحاول استغلال ذكرى نكبة مؤلمة صنعها المحتل الإسرائيلي لتثبيت نكبة أخرى شارك البعض منا في صناعتها وهي اتفاقية أوسلو؟.

لا شك أننا نغار على تراثنا ومقدساتنا ولا بد من حمايتها والدفاع عنها ولكن في خضم عملية تحرير متكاملة للوطن والتمسك بحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني ولا بد ايضا من تحديد ما هو التراث الفلسطيني الحقيقي حتى ندافع عنه، وعلى هذا الأساس فإن قضيتنا الأساسية هي تحرير الوطن واسترداد القدس وحيفا ويافا وعكا، ولكن كخطوات مرحلية يجب علينا وقف تهويد المقدسات الإسلامية ووقف الانتشار السرطاني لليهود في أراضي الضفة الغربية ووقف التعامل باتفاقية أوسلو وشطبها من أي أجندة فلسطينية. لا تضيعوا وقتنا ولا تشغلونا عن تحرير الوطن وترابه بمعارك تافهة بذريعة الدفاع عن تراثه.

ختاما أقول إن إحياء ذكرى النكبة لا يكون باللطم أو العويل ولا يكون كذلك بالدبكة والرقص الشعبي بل يجب أن يكون احياء الذكرى بحساب أنفسنا عما فعلناه طيلة عام كامل من اجل تحرير الوطن والاحتفال باستقلاله.

المصدر: فلسطين أون لاين