في ذكرى النكبة.. هل تندلع انتفاضة ثالثة ؟
الجمعة، 13 أيار، 2011
رامي خريس
تمر ذكرى نكبة الفلسطينيين هذا العام في ظل متغيرات كثيرة طرأت على الساحة العربية أولها الثورات التي اندلعت في كثير من البلدان العربية ولا تزال مشتعلة في أقطار أخرى، وثانيها التوقيع على اتفاق المصالحة الذي ينهي سنوات من القطيعة عاش في ظلها الفلسطينيون منقسمين بين الضفة وغزة ، كما أن هناك زخماً اعلامياً كبيراً حول انتفاضة فلسطينية جديدة قد تندلع شرارتها في الايام القادمة بعد الدعوات التي جرى توجيهها عبر شبكة الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي للزحف إلى فلسطين.
توقعات
والمتغيرات طالت أيضاً فلسطيني الـ48 الذين حاولت دولة الاحتلال محاصرتهم بقانون جديد يجرم احياء ذكرى تشريدهم ، ونكبة شعبهم وهو القانون المعروف بقانون النكبة ، ومع ذلك فإن الفلسطينيين في المثلث والجليل والنقب أكدوا على عدم انصياعهم لهذا القانون وأنهم سيحيون ذكرى النكبة كما أحيوها في سنوات سابقة بل قد تشهد مدنهم وقراهم زخماً هذا العام غير مسبوق بل والتفوا عمليا على القانون الاسرائيلي المذكور وبدأوا عملياً بتنظيم مسيرات حاشدة باسم "لجنة المهجرين" وهي جمعية لا تحصل على تمويل حكومي وبذلك استطاعوا الالتفاف على القانون الاسرائيلي الذي يعاقب المؤسسات التي تحيي ذكرى النكبة.
ومع ذلك فإن بعض المراقبين يتوقعون هذا العام تحديداً أن تتحول الذكرى إلى انتفاضة أو ثورة ، فشعوب العالم العربي التي انتفضت ضد ديكتاتوريات حكمتها لسنوات طويلة لاسيما في مصر الجارة الجنوبية لفلسطين التي تخلصت من نظامها الذي كان "كنزاً استراتيجياً" لدولة الاحتلال كما صرح بذلك قادتها، فالشعب المصري وشبابه تحديداً عبروا عن رغبتهم بالزحف تجاه فلسطين ، بل وجرى الحديث عن خطط محددة لذلك الزحف .
وكما في مصر فإن هناك تحركات مماثلة في الأردن الذي لم يتغير نظام الحكم فيه ولكن المتغيرات في العالم العربي كان لها تأثير غير مباشر على العلاقة بين النظام الاردني وشعبه والذي سيتلافى هذه الايام استفزاز الأردنيين بأي تصرفات غير محسوبة .
فشباب الاردن قالوا أنهم سيزحفون باتجاه الحدود مع فلسطين ، كما أن لديهم سلسلة من الفعاليات التي ينوون القيام بها للتأكيد على حق العودة الذي تعرض لمؤامرة كبرى خلال السنوات الماضية ، ولكنه لا يزال يعيش في أذهان ومخيلة كل فلسطيني.
روح جديدة
وإذا كانت التغيرات الخارجية لها تأثيراً على "ذكرى النكبة" والروح الجديدة التي لإحيائها فإن للمصالحة التي تحقق التوقيع على اتفاقها قبل أيام فقط من الذكرى سيكون لها تأثيرا ايجابياً على فعاليات احياء النكبة التي ، يسعى الفلسطينيون لأن تكون مميزة في التأكيد على الحقوق الفلسطينية وشرعيتها ، بل إن هناك دفعاً كبيراً باتجاه انتفاضة جديدة ضد الاحتلال قد تكون بأشكال جديدة ومختلفة عما شهدته فلسطين في انتفاضاتها السابقة.
الاسرائيليون من جهتهم بدأوا يدركون أن هناك اشكالية كبيرة قد تواجههم ازاء غضب فلسطيني قادم ، وبحسب مصادر صحفية اسرائيلية فإن جيش الاحتلال وأجهزة الأمن الاسرائيلية أعلنت حالة التأهب القصوى والعسكرية لمواجهة أي طارئ خلال إحياء ذكرى النكبة .
وأشارت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي أجرى مناقشات حول تقديرات الأوضاع والأحداث المتوقعة، كما قرر زيادة عدد قواته العاملة في مناطق الضفة الغربية، وعدد من الكتائب النظامية ستنضم إلى الوحدات الموجودة، في إطار التأهب لإمكانية أن تتحول الفعاليات الفلسطينية لأحداث عنف نتيجة الاحتكاك مع قوات الجيش والمستوطنين.
الفلسطينيون الثائرون ضد الاحتلال تجددت لديهم مشاعر الحنق ضد الاحتلال وجيشه ومستوطنيه ، وتفاعل شبابهم مع الدعوات لانتفاضة فلسطينية ثالثة وذهبوا يخططون لها ويحددون مواعيد لاندلاعها .