في صالة جدل الدم الفلسطيني يتجدد

ابراهيم مؤمنة

في السابعة من مساء الأحد 7 / 10 / 2012 تم افتتاح معرض فني تشكيلي تحت عنوان تجمع الفنانين الفلسطينيي الشباب.. وكان لي شرف حضوره، هذا التجمع الشبابي الفلسطيني الرائع الذي يفاجئ من يمر بشارع اليرموك ويلفت نظر من يمر بالقرب من موقف الملجأ حيث تحس أن هناك حركة غير عادية في المدخل المؤدي...لصالة جدل لشباب وفتيات يثير في المارة حب الإطلاع والفضول سيد الموقف، وتفاجأ بالرد من إحدى الصبايا :أن هناك معرض للشباب الفلسطيني.. (إي.. فكرنا في شي) هذا الرد سمعته من إحدى النساء المارة عن قرب ويبدو أنها ذاهبة للكوافير لأن هذا أقصى اهتمامها... فابتسمت... ودخلت سلمت على مجموعة من الأحبّة ممن لم أجتمع بهم منذ فترة ليست بالقصيرة ونزلت الدرج المؤدي للصالة حيث شممت رائحة فلسطين وسمعت تمازج اصوات افتقدناها منذ زمن ذكرني بزمن الفن التشكيلي الفلسطيني الجميل منذ ثمانينات القرن الفائت، ذكرني بصالة الشعب ومعرض الكرامة.. ومعرض يوم الأرض ومعرض التضامن مع الشعب الفلسطيني، ذكرني بعجقة المركز الثقافي الروسي وصالة الرواق حيث كان لكل مناسبة فلسطينية معرضا للفن التشكيلي الفلسطيني،، ذكرني باسأبيع التراث الفلسطيني. ذكرني.. ذكرني.. وغابت الذاكرة هنا حين ايقظني صوت أحد الفنانين الشباب مرحبا بي.. أهلا أستاذ شرفنا حضورك.. فرحت لأن أحد الشباب تذكرني وتذكر أنني من اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين قبل أن يعلن عبد المعطي أبو زيد وفاته منذ أعوام.. ذكرني بنا حيث نسينا أننا فنانون فلسطينيون وعلينا أن نكون المبادرين دائما.. ذكرني أننا... هرمنا وشاخ الفن الفلسطيني وتكدست أعمال الفنانين الأوائل في القبية والمستودعات.. إلا ما يعرض في مزادات الصالات الخاصة للبيع.. ذكرني أننا لم نعد نرسم فلسطين كما كنا.. ذكرني أننا لم نعد نرسم إلا للمزادات.. الإعلامية والمادية في الصالات الخاصة.. ذكرني أن أقول.. تبا لنا أين نحن الآن..

المهم.. كانت جولتي على المعرض سريعة لأنني لم أستطع أن أقف طويلا عند كل عمل وذلك بسبب الازدحام الشديد والنلهف الرائع من شباب وصبايا فلسطين لرؤية ما ابدع هؤلاء الشباب وكانت مفاجاتي أكبر حين وجدت نفسي أمام لوحة بانورامية متكاملة الأبعاد والصورة مكونة من مجمل أعمال الفنانين الشباب، لم أقف كثيرا عند الأسماء لأني دهشت من هذه اللوحة المتكاملة الهدف والمضمون حيث أجمعت كل الأعمال على وحدة واحدة مع تنوع الأسلوب تبعا للشخص الذي يقدم عمله جزءا من هذه البانوراما الفنية مترامية الأشكال والرؤى والتي تصب بمجملها نحو هدف واحد... (فلسطين).. لم أستطع أن أقول شيئا لهذا الشباب الرائع إلا.. سلمت أياديكم وقدما إلى الأما وشكرا عتلى هذه المبادرة الرائعة التي جمعتكم على صوت واحد كلنا نحب فلسطين.. ونعمل من أجل أن لا ننسى ولا تنسى الأجيال القادمة..

أهمس لكم همسة جميلة فيها بعض الألم ولكن فيها الكثير من التفاؤل بهذا الجيل الرائع

(خرجت فرحا مبتسما.. ولكن كنت أجر بعض أذيال الهزيمة أمام هذا الجهد الفردي الرائع الذي قدمه الشباب الفلسطيني والذي أحيا فينا العظام وهي رميم وجعلني أقول ألا ليت الشباب يعود يوما.. لأكون بين هذا الكم الهائل من الإصرار والتحدي.. سلمت اياديكم أيها الشباب الرائع.. وتبا لنا نحن الرعيل الأول حين أعلنا وبأيدينا مقتل الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين.. أحييكم فردا فردا وكل باسمه دون ذكر أسماءكم لتبقوا دائما مجموعة متكاملة متضامنة من أجل فلسطين ورفع صوت فلسطين عاليا...