القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

في عين الحلوة.. حربٌ تغتال رزقاً وتقتل الحياة في "بائع بقدونس"!

في عين الحلوة.. حربٌ تغتال رزقاً وتقتل الحياة في "بائع بقدونس"!


بقلم: مريم سليمان

لليوم السابع على التوالي، لا تزال أصوات القذائف تهزُّ أرجاء مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا وجوارها.. أسبوعٌ مرّت على الاشتباكات المستمرة التي لم تفرّق بين مدني وعسكري!

فمع كل رصاصةٍ تنطلق يموت حلم.. ومع كل قذيفةٍ تَفتُكُ تعبُ سنواتٍ يُهدم! ساحةُ حربٍ بكلّ ما تعنيه الكلمة من دمارٍ وخرابٍ واستباحة دماء.

ومع استمرار هذه الاشتباكات التي تُعتبر الأشرس والأعنف من المعارك السابقة، هناك الكثير من أبناء المخيم الذين توقّفت أعمالهم وتعطّلت محالهم التجارية، التي كانت مصدر رزقهم اليوميّ الوحيد..

حربٌ وبائع بقدونس!

ففي السوق التجاريّ لمخيم عين الحلوة يقف بائع البقدونس عبد العزيز، يومياً أمام عربته طالباً الرزق من خلال بيع البقدونس وبعض أنواع الخضار، ليُعيل عائلته ويؤمّن ثمن الدواء ومستلزمات العلاج لأبنائه المعوّقين.

وفي أوقات الاشتباكات، التي لا تكاد تنطفئ نيران إحداها حتى تندلع الأخرى، يقف عبد العزيز ضائعاً أمام عربته يشكو همّه وخوفه من عدم استطاعته تأمين احتياجات عائلته وأبنائه المعوّقين.. فالرزق يوميّ والأيام قست عليه وعلى الآلاف من ساكني المخيم!

يقول عبدالعزيز متداركاً غصةً تكاد تخنقه "مع كلّ اشتباك أوقف عملي لأيام فلا أجد وأبنائي سوى سندويشة الزيت والزعتر ترأف بحالنا وتحنّ علينا في هذا المخيم القاتل للآمال"!

ففي ذلك السوق التجاري الذي كان في أيامٍ مضت النقطة الأكثر حيويةً في الجنوب اللبناني، بات اليوم مدينةً للأشباح تنتثر على جنباتها أرزاقٌ هُدرت وعرباتِ خضارٍ تنتظر فقرائها!

فالمعارك الدامية تلك قتلت الأرواح قبل الأجساد.. معاركٌ لا ترحم الصغير لترحم الكبير! فالجميع مستهدفٌ ولا حياة لمن تنادي!

المصدر: شبكة العودة الإخبارية