في يوم اللاجئ.. اللاجئ الفلسطيني وهدايا العيد
بقلم: إبراهيم العلي
اللاجئون في العالم باتوا أصنافاً وفئات!
فمنهم من يحزم أمتعته متأهباً للعودة شأنه في ذلك شأن الكثير ممن أعادتهم المفوضية العليا للاجئين إلى ديارهم، ومنهم من يتجهز لتلقي هديته بيومٍ أًطلق عليه عيد اللاجئ في بلدٍ لجأ إليه واندمج فيه، وآخرون صاروا إلى بلاد ٍ ما عرفوها وما سمعوا بها إلا يوم حدثوهم عنها حديثاً طمأن البعض فقبل باللجوء إليه لعله يلقى حلاً يخفف عنه آلام التشرد ويحميه من الضياع.
إلا أن هناك ثمة نوع آخر من اللاجئين لم يرتضوا التوطين أو الدمج حلولاً واختاروا الصمود والتمسك بحق عودتهم إلى ديارهم التي خرجوا منها رافضين كل المؤامرات ووسائل الضغط التي تمارس عليهم يومياً من أجل التخلي عن هذا الحق.
فالعدو الصهيوني ما زال يتتبع اللاجئ الفلسطيني ويتربص به الدوائر، رافضاً أي حديث عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، بدليل ما أفرزته مكنة الدبلوماسية الصهيونية في أروقة الكونغرس في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي صوت على قرار إسقاط أبناء وأحفاد اللاجئين من سجلات الاونروا واعتبار اللاجئ هو فقط من خرج من فلسطين عام 1948 ونفي هذه الصفة عن ما يقارب خمسة ملايين لاجئ فلسطيني هجروا وشردوا نتيجة الإرهاب الصهيوني المنظم ضدهم.
كما أن المتتبع للأحداث الملتهبة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان يدرك أن في الكواليس ثمة ما يحاك ضدهم، فالمؤشرات الواضحة للعيان من استفزاز لسكان المخيم والتباطؤ المقصود في إعادة إعمار ما هُدِم من بيوت في عام 2007 فوق رؤوس أهلها بحجة وجود عناصر إرهابية داخل المخيم تؤكد ذلك، فصورة ما يزيد عن ثلاثين ألف لاجئ ممن هجروا للمرة الثانية إلى المناطق والمخيمات المجاورة أعادت إلى الأذهان صورة السيرة الأولى للجوء، ولكن بأيدي أخرى هذه المرة.
وبنفس الاتجاه تسير أوضاع لاجئي فلسطيني العراق الذين ضاقت بهم السبل وتقطعت بهم الأسباب، فمنهم من كظم غيظه وآثر البقاء في العراق رغم رسائل التهديد والوعيد الذي تتواتر إليه، ومنهم من وزِع على بلدان خارطة العالم من البرازيل إلى تشيلي إلى الهند إلى السويد.... ليتدبر أمره، ومنهم من لا يزال قابعاً في مخيم الهول في الحسكة شمال سورية لا يعلم إلى أين سيكون مصيره.
هكذا يتم التعبير عن التعاطف والتضامن مع اللاجئين الفلسطينيين، وهذه بعض الهدايا التي ترسل إليهم في يوم العيد، فهلا سيتقبل العالم بعد اليوم اعتذار اللاجئ الفلسطيني عن تلقي هداياه، إن لم تكن دعماً لحقه في العودة إلى داره وإقراراً بمسؤوليته عن سنوات اللجوء والحرمان.