القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

قرارات محمود عباس ضد قطاع غزة: بين التركيع الشامل او التخلي النهائي

قرارات محمود عباس ضد قطاع غزة: بين التركيع الشامل او التخلي النهائي

بقلم: رأفت مرة *

صعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عدوانه على قطاع غزة فأصدر عدة قرارات ضد القطاع شملت كل من فيه- من جميع الفصائل والاتجاهات.

وتضمنت القرارات خصم جزئي للمرتبات ووقف تسديد تكاليف الكهرباء و العلاج والرعاية الصحية.وتهديد باجراءات اوسع تشمل البنوك ومؤسسات السلطة.

ويهدف عباس الى الضغط على حماس من اجل تخليها بالكامل عن قطاع غزة وتسليم القطاع لسلطته.

ومن خلال ما حصل يمكن ان نسترجع المواقف التالية:

١- ان محمود عباس رفض بالكامل اي عملية مصالحة وطنية واحبط اي مسعى لتحقيق وفاق فلسطيني داخلي.

٢- ان محمود عباس عطل الحوارات الداخلية الفلسطينية وتنكر لكل الاتفاقات في اكثر من عاصمة عربية ورفض اي حوار لاعادة ترتيب البيت الفلسطيني.

٣- ان محمود عباس ومنذ انتخابه عطل نتائج الانتخابات التشريعية والبلدية وعطل المجلس التشريعي وتجاوز مدة انتخابه التي انتهت في اواخر عام 2009 واصدر قراراته من خلال مراسيم فقط في تجاوز لكل الاطر الدستورية.ما حوله الى حاكم بأمره.

٤- ان محمود عباس عطل كل الحكومات التي جرى اتفاق عليها مع حماس وبالأخص حكومة التوافق نيسان / ابريل 2014.

لكن هناك مستجدات اخرى دفعت عباس للتصعيد ضد قطاع غزة اهمها:

١- خوف عباس من نفوذ حماس وتصاعد قوتها وتحسن ملحوظ في علاقاتها وانتهاء انتخاباتها بهدوء وامتلاكها اوراق قوة ضد الإحتلال. وتحسن شعبيتها في الضفة الغربية والخارج.

٢- رغبة عباس في بناء مملكته الخاصة في الضفة الغربية انطلاقا من تعطل المفاوضات مع حكومة نتنياهو وانعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح مع تراجع تمثيل قطاع غزة فتحاويا- وضعف تمثيل القطاع في اللجنة المركزية لفتح- وخلافه مع دحلان الذي ازداد نفوذه في القطاع واهتزاز علاقة عباس بالمصريين.

٣- مجيء ترامب وقناعة عباس بأن افق المفاوضات مسدود مع الثنائي ترامب نتنياهو وانشغال الادارة الاميركية بقضايا اهم اقليميا وعالميا.وهو ما يعني فقدان الأمل بدولة فلسطينية مع العودة للاستياطان بقوة.

لذلك فإن محمود عباس صعد هجومه على حماس وهو يحاول تحقيق أمرين: اجبار حماس على الخضوع له ولسياساته كي يعود لحكم قطاع غزة وادارة المعابر واقالة الموظفين وضرب المقاومة.او التخلي عن القطاع وايجاد مبرر لذلك مكتفيا بإمارة في رام الله مع فريقه الحاكم ومصالح ابنائه وقبول دولي واقليمي ورضى اسرائيلي.

ان مواقف محمود عباس ضد قطاع غزة هي اعتداء على جميع الفلسطينيين في الداخل والخارج وهي تفتقد للبعد الاخلاقي والوطني وهي بعيدة عن روحية منظمةالتحرير الفلسطينية- كما انها شكل من اشكال العقاب الجماعي تحمل روحية الانتقام والثأر.

نتوقع فشل سياسة محمود عباس بسبب فقدانها الاجماع الوطني والمشروعية السياسية والاخلاقية وقدرة قطاع غزة على الصمود ووجود اوراق قوة بيد حماس وتحسس جهات اقليمية من اي تصعيد في غزة.

يضاف الى ذلك رفض شعبي فلسطيني واسع وعدم وجود اجماع حتى داخل منظمة التحرير على قرارات عباس التي تستهدف جميع الفلسطينيين دون تمييز.

لذلك نتوقع سقوط هذا المخطط والحل يكون من خلال حوار وطني شامل ومسؤول.

* كاتب فلسطيني