قضايا
ومواقف والأقصى أولًا
د.عصام
شاور
ارتفعت
في الأيام الأخيرة وتيرة الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك، وذلك في
إطار الحملة المستمرة لتهويد مقدساتنا في القدس وفي أنحاء الضفة الغربية،
وباستثناء الوقفة المشرفة للمرابطين في القدس، ومن انضم أو يستعد للانضمام إليهم،
وبعض المسيرات والبيانات هنا وهناك؛ إن التخاذل هو سيد الموقف، والمفارقة أن
الزيارات "التطبيعية" العربية إلى القدس أصبحت مستفزة للرافضين لها
والمؤيدين أكثر من الاعتداءات الصهيونية وتدنيس المقدسات. ولكن علينا أن نعلم أن
الصهاينة يحسبون ردة الفعل العربية والإسلامية على كل انتهاك واعتداء ضد مقدساتنا،
وكلما هبط الوعي والإحساس لدينا تجاه قضيتنا ومقدساتنا كبرت آمالهم في هدم الأقصى،
ولذلك لابد من تبديد أوهامهم وسحق آمالهم، وهذا ما ننتظره من شعبنا ومن الشعوب
الإسلامية.
أصدر
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانًا جاء فيه: "إن حصار إخواننا في غزة،
وتضييق الخناق عليهم، ومحاربتهم في أرزاقهم من المحرمات والموبقات"، نحن نقدر
ونثمن بيان علمائنا الأجلاء، ونصرته لقطاع غزة، ولكن لا يوجد مسلم على وجه الأرض
لا يعرف أن حصار قطاع غزة محرم شرعًا، وأنه أفظع جرائم القرن، ولهذا ضحى الأتراك
بأرواحهم لنجدته، وخاطر الآلاف من المسلمين وأحرار العالم لكسر حصاره، والذي تحتاج
إليه غزة هو استكمال ثورة أحرار العالم ضد الحصار، وليكن بيان علماء المسلمين
الخطوة الأولى في ثورة كسر الحصار المتجددة، والبناء عليها في إثارة العرب والمسلمين
ضد من يحاصر غزة وشعبها تنفيذًا لمخططات "صهيو أمريكية" ترمي إلى كسر
الإرادة الشعبية وضرب المقاومة الفلسطينية، ولذلك يجب استثمار أقوال العلماء لا
الاكتفاء بها وحسب.
نختم
بالحديث عن محنة شعبنا في سوريا بتأكيد أننا ضد أي تدخل أجنبي في شؤون العرب والمسلمين،
وكذلك ضد الاعتداء على أية دولة عربية، ولكننا أحيانًا نجد أنفسنا حائرين حين تقرر
دولة أجنبية مثل أمريكا معاقبة نظام عربي يقتل شعبًا تحت حكمه، فهل نقف مع معاقبة
بشار أم ضدها؟، إن رفض التدخل الأجنبي والوقوف إلى جانب بشار ضد الموطنين السوريين
ومباركة جرائمه مشاركة له فيها، وكذلك إن رفض التدخل الأجنبي، ورفض ما يقترفه بشار
من جرائم دون العمل على ردعه وإنقاذ الشعب السوري هو تواطؤ، وإن لم تتوافر النوايا
السيئة، وأعتقد بوجوب تدخل عربي وإسلامي لكف بطش النظام الأسدي بالشعب السوري،
وإلا فإن التدخل الأجنبي الظالم وإلحاق الأذى بنظام بعثي ظالم أخف ضررًا من إبادة
شعب مسلم.