كلمتي للجنة التنفيذية ولحماس
بقلم: يوسف رزقة
لست أدري ما جدوى إرسال وفد من أعضاء اللجنة التنفيذية، ومن خارجها، لمحاورة
حماس والفصائل الأخرى ، في موضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية ببرنامج منظمة التحرير السياسي؟!
ولست أدري ما فائدة لقاء حماس بوفد من أعضاء اللجنة التنفيذية بعد أن وقعوا
على بيان الاجتماع الأخير في يوم الثلاثاء٢٣/٦/٢٠١٥ وفيه اتهام باطل لحماس بأنها تسعى
لحل منفرد مع إسرائيل ، والفصل بين غزة والضفة، والقبول بدولة ذات حدود مؤقتة، إضافة
لاتهامها بأنها تعرقل عمل حكومة رامي الحمد الله ؟!
السؤال البدهي يقول : كيف لحماس أن تلتقي بأعضاء وفد يتهمونها بهذه الاتهامات
الباطلة في بيان رسمي لا يمكن التنصل منه؟! وكيف يمكن تحقيق نتائج إيجابية في ضوء هذه
الاتهامات الباطلة مع وفد يؤكد قوله وعمله هذه الاتهامات، ولا يملك التراجع عنها حتي
يتراجع عنها أولا محمود عباس نفسه، وهذا ضرب من المحال ؟!
بيان اللجنة التنفيذية، وما به من قرارات، واتهامات، بداية رديئة جدا أمام وفد
المفترض أنه قادم للعمل على تقريب وجهات النظر، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية؟!
لذا من حقنا كمراقبين أن نقول أين الوحدة، وأين الوطنية في هذه الاتهامات؟! وإذا كانت
حماس مدنسة على هذا النحو فلماذا ترسلون وفدكم المبجل لمحاورتها؟!
البداية عند التنفيذية خاطئة، والتوقيت خاطئ، والأهداف مريبة. والسؤال هل يريد
عباس حماس شريكا؟! وهل يريد الجهاد شريكا أيضا؟! وهل حكومة ببرنامج سياسي يعترف بإسرائيل،
وبشروط الرباعية ، وينبذ المقاومة، مجد الآن في ضم حماس والجهاد إلى الحكومة؟! وهل
كان هذا الطرح مجدياً فيما مضى ، حتى يكون مجدياً الآن؟! أم أنه مناورة من عباس لمنع
حماس والجهاد من التواجد الرمزي في الحكومة القادمة التي ستحمل كذبا مسمى حكومة وحدة
وطنية؟!
عباس في مأزق حقيقي متعدد الجوانب، وليس أمامه إلا أن يقفز ليركب في مركب فابيوس،
باعتباره المركب الوحيد في المرفأ ، وربما يكون المركب الأخير هذا العام، وإذا لم يعجل
عباس بركوبه كانت خسارته أكبر. والمؤسف أن عباس يعلم كما نعلم نحن ، وكما يعلم غيرنا،
أنه لا فائدة حقيقية في مشروع فابيوس، وأنه مشروع نازل عما عرضه جون كيري، ويعلم يقينا
أنه لا فائدة من مجلس الأمن، وأن تجربة استصدار قرار بالحد الأدنى من المطالب الفلسطينية
فشلت بعدم توفر الأصوات التسعة، وفشلت بالفيتو الأميركي ، ولا جديد حدث في مجلس الأمن،
ويعلم أن نتنياهو يرفض حل الدولتين، ويشترط الدولة اليهودية، وأن فرنسا لا تملك أوراقا
ضاغطة عليه، لذا نقول متأسفين إن عباس يضيع مزيدا من الوقت، ويعطي فرصة أطول للاستيطان،
ويمنح نتنياهو غطاء بقرار العودة للمفاوضات؟!
وكلمة أخيرة أقولها للجنة التنفيذية، ولحماس، إن الوطن يحتاج الآن لحكومة (
مهمات) محددة، على المستوى الداخلي، على رأسها تجديد الشرعيات، واستكمال مكونات النظام
السياسي الفلسطيني الغائبة أو المعطلة ، كالمجلس التشريعي، والمجلس الوطني، واللجنة
التنفيذية الشرعية، ولا يكون ذلك إلا بالانتخابات الحرة النزيهة، وكان الأجدى بكم إصدار
مرسوم بذلك يحدد موعدها ، لا أن يقول بيان اللجنة التنفيذية (نقاش الانتخابات وعقدها
في أقرب الآجال الممكنة؟!) ، وهو قول قديم جديد ومسكون بالهروب من الخيار الديمقراطي
الذي تطالب به كل المكونات الفلسطينية.
المصدر: فلسطين أون لاين