القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

لاجئون فلسطينيون من سورية.. لا يطلبون مساعدة، بل أعمالاً يسدُّون حاجاتهم

لاجئون فلسطينيون من سورية.. لا يطلبون مساعدة، بل أعمالاً يسدُّون حاجاتهم

/cms/assets/Gallery/928/images.jpg

طارق عليوة/ خاص «لاجئ نت»

السبت، 06 نيسان، 2013

نكبةٌ فوق نكبة؛ يعيشها الفلسطينيون في لبنان بشكل عام والعمال بشكل خاص، لأنّهم هم من يكدّ ويتعب من أجل تأمين لقمة عيش هنيّة وكريمة لمن يعولون. وذلك بسبب منعهم من مزاولة أكثر من 72 مهنة هُم بالأساس يتقنوها أكثر من غيرهم. والذي زاد الطّين بِلَّةً لجوء أعداد ضخمة من فلسطيني سورية وبالتحديد من مخيم اليرموك، إلى مخيمات الشّتات الفلسطينيّة في لبنان، وأكثرهم مثقفون ويد عاملة فزادوا على نكبة فلسطيني لبناني نكبة جديدة فصارت «نكبةٌ فوق نكبة».

ومع وصول هذه الأعداد من فلسطيني سورية إلى لبنان وخاصّة فئة المثقفين والعمال، زادت الأوضاع الاقتصاديّة تردّياً رغم ترديها السّابق ولذلك أسباب عدّة نذكر منها:

- عيش كثيرين من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشّتات تحت خط الفقر.

- ارتفاع نسبة البطالة بين الشّباب الفلسطيني بسبب ندرة فرص العمل، ومنعهم من ممارسة الكثير من المهن.

- ازدياد عدد المثفقين والعمال من فلسطينيي سورية في المخيمات ممّا زاد من نسب البطالة، والتأزم الاقتصادي.

- تقليص وكالة الغوث الأونروا من خدماتها سابقاً لفلسطينيي لبنان، وزادت حدّتها أكثر حالياً مع وجود لاجئين من مخيم اليرموك.

شهاداتٌ اللاجئين

شبكة «لاجئ نت» جالت على بعض المثقفين والعمال السّوريين في منطقتي وادي الزّينة وصيدا ومخيم عين الحلّوة، واستطلعت أوضاعهم المعيشيّة بعد لجوئهم إلى لبنان:

- (م.ع.) شابٌّ يبلغ من العمر 25 عاماً، لاجئ من مخيم اليرموك لمنطقة وادي الزّينة، تَخرج من جامعة دمشق دبلوم جيولوجيا أرض، يقول جئنا للبنان ولم نحمل معنا إلاّ ملابسنا وبعضاً من أوراقنا الثبوتيّة أنا وأمّي وأخواتي الأربع، وليس لهم معيل بعد الله تعالى سواي. بحثت كثيراً عن فرصة عملٍ بشهادتي ولكن لم تجرِ الرياح كما أشتهي، حتى استسلمت لقدري وعملت في محطة بنزين أغسل السّيّارات وأقوم ببعض الأعمال بدخلٍ مقبولٍ نسبيّاً.

- (س.و.) شابّة تبلغ من العمر 23 عاماً خريجت جامعة دمشق أدب إنكليزي لاجئة من مخيم اليرموك لمدينة صيدا، تقول أعيش مع أبي وأمي وإخوتي وأخواتي وأزاجهم وأزواجهنّ وأولادهم وأولادهنّ، في بيت واحد وعددنا 22 فرداً في شقة 100 متر أجارها $600، حمامٌ واحدٌ مُشتركٌ ومطبخٌ واحدٌ مُشترك. حاولت جاهدةً أن أبحث عن عمل بشهادتي الجامعيّة درجة ليسانس أدب إنكليزي ولكن للأسف لم أجد من يستجيب لطلبي، وأنا أنتظر السّنة القادمة لعل وعسى أتوفق وأقدم طلباً في مدارس وكالة الغوث الأونروا، لكي أجد مكاناً لي فيها أعيل أهلي وأسدّ رمقَ عيشهم.

لا بدّ من إيجاد حلولٍ جذريّة

هذا غيضٌ من فيض ممّا يعانيه اللاجئ الفلسطيني السّوري على أرض لبنان، من مأساة حقيقّة من أجل إيجاد سبلٌ لسدّ رمق عيشه وعيش أهله اللاجئين إلى مخيمات لبنان. في ظل هذه المأساة الصّعبة مطلوب من الأونروا، ومن جميع الفصائل الفلسطينيّة مجتمعة واللجان الشّعبيّة أن يهبوا ويشمّروا عن سواعدهم من أجل إنقاذ السّفينة قبل غرقها.