لاستعادة النشاط الثقافي في مخيم نهر البارد
باسل عبد العال/ نهر البارد
إعادة إحياء روح الثقافة والأدب والنشاط الثقافي في مخيم نهر البارد هو ضرورة ثقافية ووطنية وحضارية ماسّة في هذا الوقت، رغم الظروف الصعبة التي ندركها جميعاً في المعاناة والحياة والحصار، بعد عودة الناس وعودة الروح إلى جسد المخيم بنبضِهِ المستمر، وبعد مرور الحرب والموت معاً فوق هذا التراب منذ أربع سنوات.
لا بدّ من الإعداد لإعادة بناء الجوهر والنبض إلى قلبٍ توقف بعد حرب وحشية تركت ما تركته من دمارٍ ونارٍ في الحجر والبشر والشجر، ربما علينا النهوض من جديد عندما أدركنا قيمته وحاجتنا الماسة إلى معناها لحفظ إرثه وتاريخه وذاكرته من الاندثار والسقوط في الرماد، ربما يحثّنا ويحرضنا الواقع المخيّمي اليوم على الصراع من أجل إعادة ما فقدناه هنا في المكان والزمان.
لا بدّ الشعور بضرورة إعادة بناء الملتقى الأدبي في مخيم نهر البارد والبرنامج التراثي والأدبي الثقافي كما كان عليه قبل الحرب كجزء من حياتنا اليومية في المخيم، وهو إرث أجدادنا حملوه معهم من فلسطين إلى المخيم. فاللغة والشعر والحب والحلم صورة الجيل المتجدد لأفكارنا ووعينا للواقع وحاضره وماضيه. والكتابة تفريغ من المأساة والآلام والحراك الثقافي مقاومة في وجه النسيان والعدم، فإما الصعود إلى الوعي العلمي والرقيّ إلى الكلام القيم والكلام المثمر المتوّج بالعلم، وإما الهبوط إلى قاع السكوت الأسير في سجون الجراح وأوجاع المستقبل. فلماذا لا يكون الأدب سلاحنا الأوحد؟؟
اليوم عادت المؤسسات الاجتماعية والثقافية والسياسية إلى المخيم تحمل في جعبتها العمل على بناء جيل اجتماعي مثقف متجدد فَرِحٍ بالحياة على هذه الأرض «المخيم»، ولكن ما زلنا نلاحظ بوضوح الشمس غياب الاهتمام بالمواهب اللغوية والأدبية اليانعة والحراك الثقافي المثمر لجيل مثمر، فالمخيم أنجب الكثير من العمالقة في السنوات الماضية قبل الحرب وأصبح النشاط الثقافي بشكل يومي، وكما شهدنا الكثير من الإصدارات المطبعية والطموح الحر بالإبداع المستمر في إطار «الملتقى الأدبي في مخيم نهر البارد».
لحفظ ما تأسس في الماضي.. للدفاع عن الذاكرة وتراثنا الفلسطيني.. يجب أن نعيد ما ضاع لنولد من جديد، ونعي معنى العشق للوطن الأول والوطن الأخير «فلسطين» ومفتاح البيت والأوراق وقصائدنا المحروقة في التراب، وندرك أكثر صورتها فينا.