لا تخذلوا اللاجئين
الفلسطينيين مرتين !!
بقلم: محمد ناصر نصار
لا يكفي أن الفلسطينيين
على مدار خمسة وستون عاما يعانون الويلات جراء الإحتلال الإسرائيلي لأرضهم ويمارس
ضدهم القتل والإعتقال والتهجير وأبشع أنواع العنصرية، ولطالما كان الفلسطينيون
يدفعون ثمن صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وأحيانا يدفع الفلسطينيون ثمناً باهظاً
بسبب تصريحات أو ردود فعل سياسية، كما حصل في حرب الخليج مع المرحوم أبو عمار رئيس
منظمة التحرير الفلسطينية، ويحصل اليوم مع النظام السوري لما عبرت عنه قيادة حماس
متمثلة سابقا بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس حين عبر أن حماس مع إرادة
الشعب السوري، لقد دفع الفلسطينيين كثيراً ثمناً لصراعات طائفية وسياسية فاللاجئين
الفلسطينيين في العراق بعد إحتلال العراق عانوا من حربا طائفية ضروس لكونهم من
السنة ولاحقتهم المليشيات المسلحة الشيعية ومارست القتل والترهيب وحتى انه تمت
ملاحقتهم في مخيماتهم المؤقتة على الحدود السورية والأردنية بعد فرارهم من العراق.
كما دفع اللاجئين
الفلسطينيين في لبنان فاتورة طويلة من الخلافات والعقوبات كدرت حياتهم علاوة على
ضنك حياة اللاجئ الفلسطيني المهجر من أرضه و الذي لا يكاد يجد قوت يومه، كذلك
الأمر حصل في ليبيا حين طرد الفلسطينيون على حدود مصر في العام 1994 ومن الإمارات
العربية بسبب تصريحات فلسطينية، فيدفع الفلسطينيون الثمن دوماً بسبب أو بغير سبب،
واليوم في سوريا يصل عدد الشهداء في بعض الإحصائيات إلى 2000 شهيد فلسطيني في عدد
من مخيمات درعا والنيرب وحمص وحماه والرمل الشمالي في اللاذقية وخان الشيح وجرمانا
واليرموك رغم ان أن التشريعات في النظام السوري تنص على أن الفلسطينيين بحكم
المواطن السوري بوجود القانون 260 لعام 1956الذي منحهم كامل حقوق المواطن السوري
باستثناء حق الترشح للانتخابات، والمطلوب من المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية
حماية المدنيين والمواطنين السوريين واللاجئين الفلسطينيين من الصراع المسلح
الموجود في سوريا ما بين جيش النظام السوري والجيش الحر،وإعتبار ما يحصل في حق
المدنين جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وخاصة ضد اللاجئين الفلسطينيين نظرا
ًلأوضاعهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية الصعبة.
كذلك على الفلسطينيين
الوقوف مع إخوانهم في سوريا المدنيين من السوريين واللاجئين الفلسطينيين بتكثيف
النشاطات والفعاليات المطالبة بحماية المدنيين من الصراعات المسلحة، وعلى
المسئولين توجيه المناشدات للقادة والزعماء والمحافل الدولية والمطالبة بحماية
اللاجئين الفلسطينيين على وجه الخصوص لان مشكلة اللاجئين الفلسطينيين تسبب فيها
المجتمع الدولي بتخاذله عن إيجاد الحلول النهائية للقضية الفلسطينية وتخاذله عن
إيقاف الإعتداءات الإسرائيلية أو حتى الضغط عليها للوصول لحق العودة للاجئين
الفلسطينيين، ولذلك لا نريد من المجتمع الدولي أن يخذل اللاجئين الفلسطينيين مرتين،
مرة حين هجر من أرضه وسلبت حريته وكرامته، ومرة أخرى في مهجره حين يصبح اللاجئ
الفلسطيني في مخيمه لا أكثر من رقم ولا أقل من إنسان فتجد انه أحيانا لا يحق له
العمل أو التعليم أو السفر من الدولة المستضيفة للاجئين وقد تتوج أقسى ممارسات
الأنظمة كما يحصل اليوم في سوريا حين يطارد أو يهان أو يقتل اللاجئ الفلسطيني في
صراع لا ذنب له فيه سوى انه وجد في دولة تقاطعت فيها الصراعات الدولية والإقليمية
والطائفية والسياسية ليبقى اللاجئ الفلسطيني جزءاً من حلقة الصراع وتتجدد نكباته
بتجدد الصراعات والخلافات.
المصدر: دنيا الوطن