لا تسوية بدون عودة اللاجئين
بقلم: إبراهيم العبسي
اعتادت الولايات المتحدة ان تزج بنفسها في الغالبية العظمى من الصراعات التي تجري في العالم، خصوصا تلك التي تجري في مجالها الحيوي أو غير الحيوي هكذا ظلما وافتراء واستخفافا ورغبة منها في تركيع شعوب ودول هذا العالم ودفعها للعمل وفق مصالحها التي لا حدود لها واحيانا تسوق معها بعض دول الاتحاد الاوروبي كما حدث في العراق وافغانستان.
ولكنها في الحالة الفلسطينية لا تسمح بوجود اي جهة اوروبية أو دولية، وذلك لكي تستفرد هي و(إسرائيل) بمحاصرة الفلسطينيين وتمليان عليهم الرؤية الإسرائيلية في تسوية القضية الفلسطينية. ففي الوثائق التي عرضتها قناة الجزيرة احتل موضوع اللاجئين الفلسطينيين الحيز الاكبر أو الاهتمام الاكبر من هذه الوثائق. ولم نقرأ ما يشير إلى التزام الولايات المتحدة بمبادىء القانون الدولي والزام (إسرائيل) بتمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم اولئك الذين شردتهم العصابات الصهيونية وارتكبت من اجل ذلك اكثر من 450 مذبحة بحقهم، ونسيت الولايات المتحدة انها كانت احدى الدول الموقعة على قرار مجلس الامن 149 والذي يقضي بعودة اللاجئين إلى ديارهم، بل كان هذا احد اهم الشروط لقبول (إسرائيل) في المنظمة الدولية. اما (إسرائيل) وحسب هذه الوثائق التي رفضتها السلطة الفلسطينية فرفضت مبدأ عودة اللاجئين كما رفضت الاعتراف بمسؤوليتها عن تشريدهم وتهجيرهم وذبحهم وألقت بالمسؤولية على المجتمع الدولي مع ان المجتمع الدولي هو الذي اوجد (إسرائيل) ووضعها على الخارطة الفلسطينية. وامعانا في اذلال الفلسطينيين والكيد لهم في موضوع اللاجئين طرح بعض المسؤولين الإسرائيليين السماح بعودة عشرة الاف لاجىء سنويا على مدى عشر سنوات وثمة من استكبر هذا الرقم وطرح عودة خمسة الاف لاجىء سنويا على مدى خمس سنوات (ايهود اولمرت) اما تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما التي تحاول ان تكون جولدا مائير الجديدة في الكيان الصهيوني، فقالت ان العدد المسموح به لعودة اللاجئين هو صفر. بالمناسبة اعلنت ليفني المطلوبة كمجرمة حرب في اكثر من بلد في العالم، انها لا تعترف بالقانون الدولي ولا باي قانون سوى قانون القوة مع انها محامية الشيطان والعودة هنا تعني استيعاب اللاجئين في اراضي السلطة الفلسطينية وليس العودة إلى ديارهم وارضهم وبيوتهم التي احتلها المستوطنون منذ ستين عاما. الإسرائيليون اذن مجمعون على رفض عودة اللاجئين إلى ديارهم، وهذا يعني ان اية تسوية للقضية الفلسطينية بدون اللاجئين لم يكتب لها ان ترى النور على الاطلاق، فاللاجئون الفلسطينيون صخرة القضية الفلسطينية التي تتكسر عليها كل المخططات الصهيو اميركية. فهم الذين فجروا الثورة الفلسطينية وهم وقودها الذي تعاظمت به. وان عدم عودتهم إلى ديارهم الاصلية يعني استمرار الصراع إلى الأبد.
ولذلك فاننا ندعو مرة اخرى إلى نقل القضية إلى الامم المتحدة سواء بالنسبة لللاجئين أو المستوطنات أو حدود 67. فعلى عاتقها تقع مسؤولية الظلم التاريخي الذي لحق بالفلسطينيين، واذا ما فشلت المنظمة الدولية في اعادة الحقوق إلى اصحابها الشرعيين فلن يكون امام الفلسطينيين سوى اعلان انتفاضتهم الثالثة شريطة تحقيق الوحدة الوطنية بين جناحي الوطن الفلسطيني.