القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

لا غوث ولا تشغيل في وكالة الغوث!!

لا غوث ولا تشغيل في وكالة الغوث!!

حلمي الأسمر

مفاجأة ثقيلة جدا جاءتني من مصدر «مطلع» لكنه ليس مأذونا بالإفصاح عن نفسه، تدور حول بداية لتحويل الأونروا والتي هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين، إلى مجرد مؤسسة لأرشفة أسماء اللاجئين، وحفظ ملفاتهم، حيث يتم الآن كما يبدو شطب كلمتين من اسم الوكالة وهما: التشغيل والإغاثة، ويبدو أن الوكالة قطعت شوطا كبيرا في هذا الصدد، وظهر اللوغو الجديد لها في أوراقها الرسمية، ولكن بدون الإعلان عن هذا، وقد تأكدت بنفسي من هذا الأمر، بعد أن وصلتني المعلومة، وبوسع أي مهتم أن يشاركني هذا التأكد لدى زيارة موقع الوكالة على شبكة الإنترنت، حيث سيجد الاسم على هذا النحو: وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، بعد أن كان اسمها الشائع هو وكالة الغوث!!.

إن خطوة من هذا القبيل فيما لو تمت بالكامل، ويبدو أنها في طريقها لهذا، فستلحق أذى غير محدود بآلاف اللاجئين، خاصة حين يشطب بند التشغيل، بعد أن تضاءل بند الغوث إلى ما بعد الحد الأدنى، والغريب أن هذا الأمر يتم بصمت شديد وتكتم ودون إعلان، وهو يحمل في ثناياه مغزى بالغ الأهمية عن تخلي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن مشكلة كانوا السبب الرئيس في إحداثها، حينما احتضنوا دولة العدوان الصهيوني، التي أنتجت اللاجئين ومشكلاتهم، ولم يزالوا بالطبع يمدونها بأسباب الحياة سلاحا ومالا ودعما معنويا، فيما يستكثرون على ضحايا غوثا منقوصا، وتشغيلا أصبح «نص كم» بعد تضاؤل المنح الدولية ومشارفة الوكالة على الإفلاس!!.

حينما نلقي نظرة سريعة على تاريخ إنشاء الوكالة، نلمح أن عملها تطور في منحنى صاعد ما لبث أن بدأ بالنزول، وبشكل متسارع، ففي تشرين الثاني 1948 أسست الأمم المتحدة منظمة تسمى «هيئة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين» لتقديم المعونة للاجئين الفلسطينيين وتنسيق الخدمات التي تقدمها لهم المنظمات غير الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى.

وفي 8 كانون الأول 1949 وبموجب قرار الجمعية العامة رقم 302 (رابعا) تأسست وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) لتعمل كوكالة تابعة للأمم المتحدة. وقد ورثت الوكالة هيئة الإغاثة وحصلت على بيانات تسجيلات اللاجئين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وها نحن نشهد في آخر الأمر بعد أكثر من ستة عقود من كارثة فلسطين، كارثة تخلي المجتمع الدولي عن مخرجات الكارثة التي تآمروا جميعا لإنتاجها!!.

نحن هنا نبدي دهشة واستغرابا شديدين، فقد قامت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بالتأكيد على «ضرورة استمرار عمل الأونروا» وعلى «أهمية عدم إعاقة عملياتها وتقديمها للخدمات من أجل صالح اللاجئين الفلسطينيين وتنميتهم البشرية ومن أجل استقرار المنطقة». وقد تم تجديد ولاية الأونروا بشكل متكرر من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. وقد تم تجديد ولاية الأونروا بشكل متكرر من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ويستمر تفويضها الحالي حتى 30 حزيران 2011.

ترى.. هل حصل أمر جديد على ماهية هذا التفويض ومضمونه سرا، ودون إعلان رسمي؟؟ وما موقف الدول العربية المضيفة للاجئين، وخاصة الأردن؟؟.

أخيرا، إذا كان عمل الوكالة مرتبطا بإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، فهل يعني تقليص خدمات الوكالة أو حتى خسفها، أن مشكلة اللاجئين لم تعد بذات بال، وأن حلها سيكون بالفعل حيث هم، كما يقول قادة الكيان الصهيوني؟؟.

المصدر: جريدة الدستور الاردنية 14/6/2011