لتفعيل مرجعية عين الحلوة..... قبل سقوط أحجار الدومينو
السبت، 24 كانون الأول 2011
وعدتهم ان تجف ولكنها اخلفت وما العجب!!! فهذا لم يكن بإستطاعتها، إنهمرت وإنهمرت من جديد وكأنّها اقسمت على البكاء طوال الحياة....إنها عيون الآلاف من أبناء شعبنا في مخيم عين الحلوة الذي تعوّد على العيش ضمن صعوبات تتلاشى وآلام تتمادى، بسبب مسلسل القتل والتفجير والقلق المستمر من تطورات الاحداث.
مخيم عين الحلوة يعود الى الواجهة من جديد، بأحداث واضحة مسارها يهدد اللاجئ الفلسطيني ليس في المخيم فحسب بل في لبنان كله! طارحاً ضمن احداثه الاخيرة المؤسفة سيناريوهات عديدة شبيهة بأحداث مخيم نهرالبارد حسب بعض المراقبين.
وعلى ذكر مخيم نهر البارد، فقد كان شبه اجماع من ان القيادة السياسية الفلسطينية كانت منقسمة حول طريقة علاج المشكلة، وكان اللاجئون يراقبون وبقلق ينتظرون وبشغف ان يستمعوا الى موقف موحد من الاحداث، فلا وحدة ولا إجماع وكان الثمن دمار المخيم وتهجير اهله، وقسم كبير منهم لا يزال يعاني مرارة التهجير حتى هذه اللحظة. فهل هذا ما سينطبق فعلاً على عاصمة الشتات الفلسطينية في لبنان في ظل فقدان مرجعية حقيقية له؟ وإذا سألنا، اين مرجعية المخيم يقولون هناك لجنة المتابعة! وآخر يقول القوى الإسلامية! او قوى التحالق! ويأتي الاخير ليقول أن منظمة التحرير هي المرجعية الوحيدة للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات!!! إذاً في ظل هذا التشتت في المرجعيات مَن مِن هؤلاء القوى يستطيع ان يقف بوجه من يشعل نار الفتنة في المخيم؟.
وفي العادة عند حدوث اي حدث امني في المخيم تجتمع القوى الوطنية والإسلامية ولجان المتابعة، لتستنكر ما حدث وتخرج بنهاية المطاف ببيان، تطالب فيه الاهالي بالعودة الى بيوتهم، والتجار الى محلاتهم والطلاب الى مدارسهم وكأنّ هذا ما يريده اهالي هذا المخيم الذين يذوقون كل يوم مراراة اللجوء والحرمان من ابسط الحقوق المدنية والإجتماعية. وعداك عن هذا، الخسائر الفادحة بسبب "قتال الإخوة" الذي يطال المحلات التجارية والبيوت والبنى التحتية أضف الى ذلك النزوح والهروب الى الاماكن الآمنة خارج المخيم.
وعند متابعة المجريات يبرز الإنقسام والتفرق بين وجهات النظر المختلفة وموقفها من الاحداث، وكأن البعض لا يبالي بأن هناك اكثر من 75 الف لاجئ فلسطيني يعيشون في اقل من واحد ونصف كيلومترا مربعا. وكأنه لم يخطر ببال احدٍ منهم بان الذي يحدث في المخيم يهدد وجود اللاجئ الفلسطيني في لبنان، وان الذي يحدث سيصب بدعم رأي بعض القوى اللبنانية التي تقول بأن اللاجئ الفلسطيني في لبنان هو بحد ذاته مشكلة وتهديد "للأمن القومي اللبناني" وبالتالي سيطالبون وبكل قوة بتنفيذ ما قد طرحوه سابقاً وهو تهجير كافة اللاجئين الى دول الإغتراب وقد سمعنا هذه التصريحات على لسان "هيئة قدامى القوات اللبنانية".
فما لون وشكل هذه "المرجعية" التي لم تستطيع الى الآن وقف المؤامرة التي تحاك لهذا المخيم مكتفية بالخروج ببيان تستنكر ما حدث، وتطالبنا بالرجوع الى بيوتنا والى اعمالنا ومدارسنا وكأن هذا ما ننتظره وما نريده.
وفي الحقيقة ليس هذا ما يريده اللاجئون الفلسطينيون في مخيم عين الحلوة، وبقية انتشار اللجوء في مخيمات لبنان وخارج لبنان من الشتات:
اولاً، نريد مرجعية فلسطينية حقيقية في مخيم عين الحلوة تستطيع وبحزم وإصرار صدِ كل من يريد العبث بأمن وإستقرار المخيم، لا بل ان تقف بوجه كل من يفكر بالعبث بأمن وإستقرار المخيم.
ثانياً، نريد مرجعية فلسطينية توحد الكلمة وترص الصفوف بين ابناء اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، وتساهم في رفع مستوى الوعي بكافة اطيافه، الدينية والوطنية والثقافية والفكرية والاخلاقية والتربوية.. والتأكيد على حرمة الإقتتال الفلسطيني – الفلسطيني.
ثالثاً، نريد مرجعية فلسطينية تستطيع ان تحافظ على المخيم بمفهومه السياسي وان التمسك بالمخيم هو طريق للعودة وليس في سبيل تكريس التوطين.
رابعاً، نريد مرجعية فلسطينية قادرة على مواجهة كافة الفتن والمخاطر والمؤامرات التي تحاك في الخفاء لتوطين اللاجئين وتشويه صورة المخيم.
خامساً، نريد مرجعية فلسطينية قادرة على محاسبة كافة المسؤولين عن زعزعة امن وإستقرار المخيم مهما علا شأنه ومهما بلغت رتبته والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه جر المخيم الى ما لا يحمد عقباه وتجربة مخيم نهر البارد حاضرة امامنا.
اخيرا فان مخيم عين الحلوة امام امتحان جديد لتكريس مرجعية فلسطينية قوية ومتماسكة تكون قادرة على لجم الامور قبل سقوط احجار الدومينو.
المصدر: محمد أبو ليلى – موقع ثابت