لنا دولة ولهم الأرض
بقلم: د. فايز أبو شمالة
فرح القادة الفلسطينيون
بحصولهم على دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة، فرحوا، فالجائع يرى فتّة العدس خروفاً
مشوياً، فرح الفلسطينيون، واعتبروا قرار الأمم المتحدة نصراً لا يضاهيه نصر المقاومة
في قطاع غزة، بل حرص البعض على استقبال رئيس السلطة في رام الله استقبال الابطال، وصفقوا
له بحرارة الظمآن، واعتبروه فاتحاً، لا يقل شأناً عن صلاح الدين، فرح السياسيون الفلسطينيون
لقرار الأمم المتحدة؛ لأنهم لم يتذوقوا طوال حياتهم طعم النصر، فجاء قرار الأمم المتحدة
منسجماً مع مشوارهم السياسي الممتد على مسافة خمسين عاماً.
وحين قف محمود عباس خطيباً
في رام الله، قال: أصبح عندي الآن دولة!
إنها جملة شعرية تذكرنا
بالمطربة اللبنانية فيروز، حين غنت من كلمات الشاعر السوري نزار قباني قصيدة: أصبح
عندي الآن بنقدية! إلى فلسطين خذوني معكم، يا أيها الثوار. وكان الشاعر نزار قباني
قد فرح فرحاً عظيماً لانطلاق الثورة الفلسطينية.
فأين ذهبت البندقية؟ وهل
جرى الاستعاضة عنها بالدولة الورقية؟
لا شك أن الفلسطينيين بحاجة
إلى دولة، مثلهم مثل كل شعوب الأرض، ولكن الفلسطينيين بحاجة إلى وطنهم أكثر من حاجتهم
إلى هذه الدولة!.
لقد ربح الفلسطينيون دولة
بصفة مراقب، ولكن الإسرائيليين ربحوا مزيداً من الأرض، وتوسعوا في الاغتصاب، وتبروا
في الاستيطان ما علوا تتبيراً.
لقد ربح الفلسطينيون دولة
على الورق، ولكن الإسرائيليين ربحوا أرضاً على الحقيقة، حين أعلن "نتانياهو"
عن بناء 3000 وحدة سكنية يهودية جديدة في القدس، ومن خلال دفع خطط بناء في المنطقة
"E1" التي تفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.
لقد ربح الفلسطينيون دولة،
ولكن "نتانياهو" الذي يقبض على الأرض اشترط تحققها باعتراف الفلسطينيين بيهودية
دولة "إسرائيل"!
فهل سيذهب السيد عباس إلى
المفاوضات، ليحقق هذه الدولة من خلال التنسيق الأمني مع الإسرائيليين، أم سيذهب إلى
المقاومة، ليحقق هذه الدولة رغم أنف الإسرائيليين؟
لقد سبقني بالرأي الشاعر
عبد الرحيم محمود؟ حين قال قبل عشرات السنين:
قل: لا، واتبعها الفعال
ولا تخف وانظر هنالك كيف تحنى الهام
واغصب حقوقك قط لا تستجدها
إن الأولي سلبوا الحقوق لئام
هذي طريقك للحيــــــاة
فلا تحد قد سارها من قبلك القسام
فهل سيسير عباس على درب
القسام، وينهي أسباب الانقسام؟ أم هل سيواصل عباس درب التسوية، ويغرق الفلسطينيين في
مستنقع الأوهام؟
‘سننتظر قادم الأيام!