مئة عام يا بلفور ولازلنا نعد
بقلم: عبدالناصر الاعرج
مئة عام مرت علينا ونحن ومن سبقنا من أجيال
ونحن نعد وفي كل عام نقول ذكرى وعد بلفور ،
ونحن لا زلنا ويبدوا اننا سنبقى نحيي احتفالا وطنيا نرفع فيه الاعلام ونقول ( فليسقط
وعد بلفور).
في
السبعينات والثمينات كانت ذكرى وعد بلفور تمر كيوم غضب في فلسطين سواء في الضفة
أوالقدس أوغزة أو اراضي الداخل ، ومن عاش شباب
هذه الفترة يتذكر ما كان يحدث ، عندما كان مرور هذا
اليوم ينتهي بالغضب العارم والمظاهرات وسقوط الشهداء والجرحى
والاعتقالات فكان يوم غضب مجبول بالحزن والدم والالم في كل عام ، الى أن تغيرت الظروف
واصبح يوم ذكرى ينشط فيها الاعلام والكتاب فقط.
مئة عام على أكبر كذبة في التاريخ بنيت
عليها «اسرائيل « والتي اصبحت واقعا وحقيقة، والحالة الفلسطينية تزداد شتاتا في الداخل الفلسطيني والشتات والمنافي، ضياع وتأخر لمشروع
التحرر الوطني وبالطبع من يتتبع تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية منذ انشاء دولة الاحتلال
فان هذا الحال لم يسبق له مثيل.
مئة عام والاستيطان في ازدياد والارض تصادر
يوميا والبناء لا يتوقف لحظة واحدة ، حتى اصبح البناء في المستوطنات ليلا نهارا بحماية
الجيش والحكومه والتي تتدعي بأن الفلسطينيين لا يريدون سلام.
مئة عام على» وعد بلفور «،و لا نتذكر سوى
الهزيمة والانكسار، مئة عام والعرب ما زالوا يؤجلون كل شيء في سبيل» قضية فلسطين «،
فلا فلسطين تحررت ولم يفلح احد
في صناعة وبناء دول وطنية تقوم على العدل والحرية والكرامة، فيبدو أن طول الانتظار
قد جرف من ورائه كوارث متحركة جلبت على بعض
بلاد العرب الفوضى والدمار والخراب والبؤس.
مئة عام ونحن ننتظر متى تكون فلسطين حره
عربية مستقله وتكون قدسها مزارا للعالم أجمع،
ولكن وللاسف اصبحت اليوم لا تميز بين قدس شرقية وغربية بسبب ازدياد الاستيطان بين شرقها
وغربها ووسطها وجوانبها ، ولم يتوقف الاستيطان يوم واحدا حتى طغى الاحتلال ومستوطنيه
واصبحوا يتزايدون واصبح حال الضفه مقابل كل قرية مستوطنة.
اي بلفور هذا ، واي وعد ذلك الوعد ، وأي بريطانيا هذه الذي حرمت شعبا من حقه واعطت لطائفه
جمعتها من اقطاب العالم كافة دولة جديدة وشردت اصحاب هذه الدوله وهذه الارض فانعكست
الصورة واصبح الباطل حقا والحق باطل وضاعت الحقوق على مرأى ومسمع العالم كله دون استثناء.
اي واقع هذا ؟واي باطل ذلك ؟ والى متى ؟ وهل من أمل ان يعود الحق لأصحابه وفي
اي حقبه زمنيه قادمة ، مع اننا لا نكره اليهود كديانه بالعكس تماما ، فهم اصحاب كتاب
، انما مصيبة شعبنا مع الاحتلال ، فهناك اليهود الذين يعيشون في بلاد عربية مختلفه
لهم كل حقوقهم الكامله وان كان منهم في فلسطين
ام ان الحق ضاع والانتظار سيبقى الى يوم
الحساب ؟ ام اننا سنبقى نتحدث عن احياء مفاوضات
جديد؟
ان وعد بلفور لن يثني شعبنا وقادته واطفاله عن الادانه وتحميل بريطانيا مسؤولية
ما حدث وسيبقى هذا الحدث العظيم نقطة سوداء في تاريخ من اوعد به ، ولا بد للحق ان يعود
مهما طال الزمن.
لابد هنا لي من تقديم الشكر والاحترام لرئيس مجلس الأمة الكويتي
على موقفه الوطني الشجاع.