القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

ماذا بعد يا فصائل؟!

ماذا بعد يا فصائل؟!

بقلم: يوسف رزقة

قالت حركة "حماس": (إن الدعوة لعقد المجلس الوطني تمثل انقلاباً على الاتفاقات الوطنية، وإصراراً على التفرد، وإدارة الظهر للتوافق الوطني؟!. وحمّل سامي أبو زهري قيادة حركة فتح المسؤولية عَن التداعيات المترتبة على هذه الخطوة، وطلب من الفصائل عدم التورط في العبث الذي يهدد الوحدة الوطنية، والمصالح الوطنية؟(!.

وتقول خالدة جرار: "يجب أن ينعقد المجلس الوطني الفلسطيني بشكل دوري، ولكن لماذا في هذا التوقيت يعقد بعد سنوات طويلة؟!! فقد حدثت أحداث كبيرة أهمها ثلاث حروب على غزة، والتهويد لمدينة القدس يجري على قدم وساق، وبناء المزيد من المستوطنات كل يوم على الأرض الفلسطينية، الاحتلال يحرق الأطفال وأهلهم وهم نيام كما حصل مع الرضيع دوابشة وعائلته، والطفل محمد أبو خضير، والاعتقالات لأبناء شعبنا مستمرة، ولم نسمع للأسف أن اللجنة التنفيذية تحركت من أجل انعقاد المجلس الوطني.. إن انعقاد المجلس الوطني بطريقة دورية وشرعية هو استحقاق وطني من أجل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة، وبناءً على وثيقة الوفاق الوطني التي بادر إليها الأسرى، متسائلة: "لماذا الآن يعقد في هذه اللحظة؟!!".

إذا تأملت موقف حماس وجدتها تصف (الانعقاد) المفاجئ للمجلس الوطني ( بالانقلاب)، وتقصد بذلك أن اتفاق القاهرة، واتفاق الشاطئ، دَعَوَا إلى تفعيل اجتماعات الإطار القيادي لإصلاح منظمة التحرير، باعتبار أن المنظمة بمؤسساتها ومنها الوطني، والتنفيذية، ميتة و منتهية الصلاحية، وما تبقى منها يمثل الماضي قبل أوسلو، وقبل تعاظم دور الحركات الإسلامية، وانحسار دور حركة فتح، وعليه فإن حماس محقة بوصف ما يحدث الآن بالانقلاب ؟! لأنه يتنكر تنكرًا فاضحًا لما تم الاتفاق عليه في القاهرة.

ووصفت حماس انعقاد الوطني الآن بأنه يدل على (تفرد) عباس بالسلطة وبالقرار في منظمة التحرير، وهذه حقيقة يؤكدها الواقع، إذ لم ينعقد المجلس الوطني لا في دورة عادية ولا طارئة، كما تقول خالدة جرار من الجبهة الشعبية في أحداث أهم تستوجب عقده، وذكرت هنا الحرب على غزة وتهويد القدس وإحراق أبو خضير ودوابشة؟! والآن ينعقد لسبب (شخصي) تافه مسكون بكراهية عباس لمن حوله ممن اختلفوا معه اختلافا يسيرا، والمؤسف أن رئاسة المجلس الوطني تخضع لقرار عباس، على خلاف القانون، وهو موقف يثير الريبة؟!.

ووصفت حماس الانعقاد ( بإدارة الظهر للتوافق الوطني)، وحماس ليست بحاجة لهذا الوصف، فقد أدار عباس الظهر للتوافق في ٢٠٠٥م، وأدار الظهر لتوافقات القاهرة، ومن قبل لوثيقة الوفاق الوطني، ثم لاحقًا لاتفاق الشاطئ، وقد أشارت جرار لهذا العيب في كلامها آنف الذكر.

وأخيرًا طلبت حماس من الفصائل ( الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وغيرهم) بعدم التورط في عبث عباس لأنه يهدد الوحدة الوطنية، ويضر بمصالح الوطن. وهذا طلب جيد، وامتحان، ولكن لن تستجيب هذه الفصائل لطلب حماس، وربما تشارك في لعبة الاجتماع لسببين : الأول أنها لا تريد خسارة وجودها الشكلي في التنفيذية. والثانية أنها لا تستطيع مخالفة عادة تعودت عليها لأكثر من ربع قرن؟!.

في الختام يجدر بحماس ومعها الجهاد، أن تلتفت لنفسها ولموقفها، وأن تراجع سياسة العلاقات العامة التي انتهجتها مع عباس، وأن تحزم أمرها، فلا فائدة من مطاولة عباس، والنفخ السياسي في ( قربة مقطوعة)، فلقد انتهت حسابات الماضي، وبدأت حسابات جديدة، لذا يجدر بصاحب القرار أن يكون على مستوى التغيرات، وعلى حماس أن تقود مرحلة جديدة ضد عبث عباس، حتى ولو تقاطعت في هذه الحسابات مع خصوم عباس في الإمارات وفي رام الله.

المصدر: فلسطين أون لاين