ماذا فعلت لك فلسطين
يا فضائية العربية؟!
د. حسن أبو حشيش
فضائية العربية
من أكبر الفضائيات العربية، وتكاد تتنافس مع فضائية الجزيرة على كسب المشاهد العربي.
ومن المعروف أن من حق كل وسيلة إعلام ان تتبنى سياستها الخاصة بها،فهذا لا يضيرها،ولكن
أن تُناصب العداء لفلسطين ومقاومتها وفصائلها المقاومة فهذا يتطلب وقفة، ورفع صوت،
وتعليق جرس، فلو كانت فضائية دولية وأجنبية قد نتفهم اختلاف الحضارات والثقافات، وطبيعة
الصراع والتباين، وطبيعة خدمة المشروع الصهيوني في المنطقة. لكن نحن أمام فضائية ناطقة
بالعربية، وممولة بمال عربي، وتبث في النطاق العربي. فلا ندري لماذا هذا الموقف الملازم
بانطلاقتها المعادي للمقاومة الفلسطينية ؟! فالقضية الفلسطينية تُجمع ولا تُفرق، وتُوحد
ولا تُمزق، وسقطت في براثن الاحتلال وهي في كنف ووصاية وحماية جيوش الامة العربية،
وإعادتها وتحريرها وتطهيرها من العدو هي مسئولية كل الامة، بمالها وجيوشها وإعلامها...
هكذا نفهم المعادلة التي غابت نهائيا عن مضمون برامج قناة العربية.
حالة من الغرابة
تسيطر على موقفها، وبحثنا كثيرا عن السبب فلم نجد مبررا وطنيا ولا مهنيا ولا إنسانيا
ولا أخلاقيا...فعندما نتابع البرامج والتقارير التي تتناول فلسطين نرى العور والتركيز
على وجهة نظر واحدة فقط وهي سلبيات المقاومة وتضخيم أخطائها، وهتك سترها، ونرى الفبركات
والتأويلات ونسج القصص التي لا رصيد لها على أرض الواقع وذلك لشيطنة المقاومة، وإقناع
الرأي العام بأنها جلبت الويلات للقضية الفلسطينية، وأنها ضد السلام ومعادية لمشروع
التسوية وتشجيع التطبيع. هذه سياسة قديمة للعربية لكنها تصاعدت وتكثفت وتنوعت مؤخرا
بشكل لا يُطاق ولا يُحتمل من كل الأحرار والمهنيين والوطنيين من خلال زج المقاومة الفلسطينية
وفصائل المقاومة، وقطاع غزة بأحداث مصر الأخيرة... وبتنا نشعر بأنها هي المطبخ الأسود
المسموم لكل الفضائيات التي على شاكلتها، وهناك إصرار وإلحاح وعناد على الكذب والفبركة
والشيطنة، وتعتمد على قاعدة اكذب ثم اكذب ثم اكذب... ليصدقك الناس, وتصدق نفسك،وبذلك
يتحقق الإغراق والتكرار والضغط لتحقيق الهدف المرسوم.
نقول بوضوح إن
المقاومة الفلسطينية تحتاج كل الجهود وليس من سياستها معاداة أحد، لكن من حقنا أن نسأل
العربية والقائمين عليها : ماذا فعلت لك فلسطين، ماذا أضرتك، وماذا ستستفيدين من نشر
الكراهية وزرع الشيطنة...؟! من هنا ندعو كل الزملاء المهنيين العاملين في القناة سواء
داخل فلسطين أم في البلدان العربية لتحمل مسئوليتهم، وتسجيل مواقف وطنية لهم للتاريخ،
مطلبنا ليس تعجيزيا بل هو مطلب حق لكل الشعوب والجماعات، ندعو للإنصاف والمهنية والموضوعية
لا أقل ولا أكثر.
وعليه نسجل الرفض
الكامل والشامل لكل التقارير المُمنهجة التي تتبناها وتصنعها العربية، بعينها العوراء،وقلمها
المكسور،وكاميراتها المشوهة...ضد قطاع غزة ومقاومته وشعب فلسطين، ومحاولة تحريض مصر
وشعبها علينا لتكريس الحصار والإغلاق... التاريخ لن يرحم ولن يغفر لمن كان سببا في
اتخاذ قرار الشيطنة،ولا لمن كان أداة تنفيذ، ولا عذر لأحد أمام حركة التاريخ والأجيال.