ما الهدف من الدعوات إلى نهر بارد ثان في مخيم عين الحلوة اليوم؟
بقلم: ماهر الخطيب
لا تزال دعوة بعض الشخصيات، وآخرهم نائب رئيس تيار "المستقبل" أنطوان أندراوس، إلى دخول مخيم عين الحلوة بالقوة لإعتقال رئيس الخلية السلفية في الجيش اللبناني أبو محمد توفيق طه تثير الكثير من علامات الإستفهام بسبب توقيتها، بالرغم من تأكيد جميع القوى على ضرورة تسليم المتهم إلى السلطات اللبنانية للتحقيق معه وعلى إحترام الجيش اللبناني ودوره.
وفي هذا السياق، تربط العديد من الأوساط الفلسطينية واللبنانية بين هذه الدعوات والأحداث على الحدود اللبنانية السورية، وتعتبر أن هناك "قطبة" مخفية في الموضوع، فما هي أهداف هذه الدعوات، وهل يمثل أندراوس في هذا الموضوع رأي تيار "المستقبل"؟
تربط العديد من الأوساط اللبنانية والفلسطينية بين الدعوة إلى دخول مخيم عين الحلوة لإعتقال رئيس الخلية السلفية في الجيش اللبناني أبو محمد توفيق طه بالقوة إذا إستدعى الأمر، والحملة التي قام بها الجيش اللبناني في الفترة الأخيرة لضبط الحدود اللبنانية السورية، وترى أن هناك من يريد أن يقحم الجيش في هذه المعركة بهدف إلهائه عن الحدود مع سوريا بعد أن استطاع أن يضبط هذه الحدود بشكل كبير، الأمر الذي لم يعجب البعض، وتستغرب هذه الدعوة في ظل إصرار الفصائل الفلسطينية في المخيم على معالجة الموضوع بهدوء وتسليم المتهم إلى السلطات اللبنانية، وتشير إلى أن الجميع يعرف ما ستكون نتيجة هذا الأمر على المخيم وعلى الجيش. وفي هذا الإطار، يعتبر قائد الكفاح المسلح في مخيم عين الحلوة محمود عبد الحميد عيسى الملقب بـ"اللينو" أن بعض الجهات اللبنانية لها مصلحة على ما يبدو في جر المؤسسة العسكرية إلى هذا الأمر، لكنه يؤكد، في حديث لـ"النشرة"، أن القوى الفلسطينية تنسق مع الجيش اللبناني في كل القضايا الأمنية، ويضيف: "لن نسمح بتطور الأمور وأهلنا في المخيمات وتحديداً في مخيم عين الحلوة ملتفون حول المؤسسات الرسمية الفلسطينية".
ويشدد "اللينو" على أن الفصائل الفلسطينية تعمل على قطع كل فتيل يشتعل، كاشفاً أنها رفعت درجة الحيطة الأمنية والحذر وستكون "العين الساهرة للحفاظ على أمن المخيم"، ويلفت إلى أن "الجيش اللبناني مؤسسة وطنية لديها قيادة حكيمة لن تنجر إلا لما فيه مصلحة لبنان"، في حين تستغرب مصادر فلسطينية هذه الدعوات بوقت تعالج كل القضايا الأمنية داخل المخيمات بالتنسيق مع الجيش من دون أي ضجة، وتشدد على أن معالجة الأمور على قاعدة تدمير المخيمات غير مقبولة، وتسأل: "هل يعرف من يدعو إلى نهر بارد ثان في عين الحلوة ما النتائج التي ستترتب عن هكذا أمر في ظل حالة الإكتظاظ السكاني التي يعيشها المخيم؟".
هل يعبّر كلام أنطوان أندراوس عن رأي تيار "المستقبل"؟
على صعيد متصل، لا تستغرب المصادر الفلسطينية الكلام الذي صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في هذا الموضوع، لكنها تشدد على أن الموقف الذي أعلن عنه نائب رئيس تيار "المستقبل" النائب الأسبق أنطوان أندراوس في حديثه الأخير لـ"النشرة" هو المستغرب، وتشير إلى أن الجهات التي تنسق بشكل دائم مع النائب بهية الحريري تؤكد أن موقفها هو غير ذلك كلياً، وتلفت إلى أن النائب الحريري تؤكد دائماً أن "أمن عين الحلوة من أمن صيدا وتشدد على ضرورة مقاربة كل القضايا التي تواجه ابناء المخيم بهدوء"، وتدعو المصادر إلى عدم أعطاء كلام أندراوس أهمية كبيرة لأنه بالتأكيد لا يعبّر عن رأي "المستقبل" ولا عن رأي الشريحة الواسعة من أبناء صيدا التي تدرك خطورة هذا الأمر.
لكنّ عضو كتلة "المستقبل" النائب كاظم الخير يعتبر أنّ موضوع مخيم عين الحلوة اليوم يختلف عن الذي حصل في مخيم نهر البارد، ويشير، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنه في مخيم نهر البارد كان هناك إعتداء من قبل مجموعة إرهابية على الجيش اللبناني وعلى السيادة اللبنانية لكن في موضوع عين الحلوة هناك معلومات عن وجود مطلوب، ويرى أن من الأفضل التعامل مع هذه القضية بطريقة دبلوماسية، ويشدد على أن "ثوابتنا التي نؤكد عليها دائماً هي أن الجيش يجب أن يضع يده على كل الأراضي اللبنانية".
ويلفت النائب الخير، الذي يشير إلى أن موضوع دخول المخيم بالقوة من قبل الأجهزة الأمنية لم يبحث في كتلة "المستقبل" بعد، إلى أن المجموعات التي تتولى إدارة المخيم تعهدت بتسليم المتهم إلى السلطات اللبنانية، ويضيف: "من المفترض أن يسلم لكن بحال لم يسلم يكون هناك حديث آخر".
في المحصلة، يبدو أن القوى الفلسطينية سيكون عليها مسؤولية تسليم المتهم بقضية الخلية التكفرية في الجيش اللبناني إلى السلطات المعنية كما تعهدت في أكثر من مناسبة، لتقطع الطريق أمام أي محاولة لجرّ المخيم إلى ما لا تحمد عقباه في ظل الظروف المعقدة التي يعيشها لبنان والمنطقة.
المصدر: موقع النشرة