القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

ما بعد الخطاب

ما بعد الخطاب

رشيد حسن

لا أحد يقلل من أهمية خطاب الرئيس الفلسطيني، لا بل هناك اجماع على أهمية هذا الخطاب التاريخي، الذي ذكر العالم أجمع، بعدالة القضية الفلسطينية، وبمعاناة ومأساة الشعب الفلسطيني، وخاصة اللاجئين، وبالعدوان الصهيوني المستمر على هذا الشعب، وممارساته التطهيرية، وجرائم المستوطنين الحاقدين، والمصير المجهول الذي ينتظر المنطقة وشعوبها، اذا ما بقي العالم ساكتا، على هذه الجرائم، وعلى هذا الواقع المأساوي.

ومن هنا، واستثمارا لهذا الخطاب، وحتى لا يكون صرخة في برية، فلا بد من القيام بسلسلة من الاجراءات والفعاليات على الساحة الفلسطينية، تهيئ للربيع الفلسطيني، وبأسرع ما يمكن، وابرزها في تقديرنا:

أولاً: الاسراع في تحقيق المصالحة الفلسطينية، واستغلال الاجماع الفلسطيني الذي جسده الخطاب، لإحداث نقلة نوعية في مسيرة المصالحة، وترميم الوحدة الفلسطينية، التي تعاني من انقسام عمودي حاد، قسم الشعب الواحد الى شعبين، ما اغرى العدو الصهيوني الى الاستمرار في نهب الارض، وتهويد القدس، والإصرار على نفي الشعب الفلسطيني من وطنه.

إن تحقيق المصالحة، يحتاج علاوة على النوايا الطيبة، الى أن ينسى الفريقان هاجس المحاصصة، ويتذكروا أن الشعب الفلسطيني لم يعد يطيق ولا يقبل استمرار العبث في مصيره، فيما جرافات العدو تقلب الجغرافيا، وتهود التاريخ، وان الربيع الفلسطيني القادم لن يغفر للمسيئين لوحدته، ولنضاله، ولدماء شهدائه، ولمن يحطبون في حبال اعدائه، بقصد أو بغير قصد، وسيخلع الطرفين، كما خلع ثوار مصر وتونس بقايا الاحزاب والنخب السياسية، بعد أن تجاوزتهم الثورتان المجيدتان.

ونقول للطرفين، كفى.. كفى.. كفى، فلسطين وقضيتها اكبر من فتح وحماس، وشعبها هو الباقي. ودم شهدائه هو مشعل الطريق.

ثانياً: لا بد أن تتزامن جهود تحقيق المصالحة، وترميم الجبهة الداخلية، بالعودة الى الشارع، واطلاق الثورة الشعبية السلمية تحت شعار "التحرير والعودة واقامة الدولة”.

وفي هذا السياق فإن أي تأخير أو التفاف على هذه الاهداف الاستراتيجية، يشكل خروجا على مضامين الخطاب، الذي أكد فيه عباس، بان المقاومة الشعبية السلمية، هي حق طبيعي للشعب الفلسطيني، وسيلجأ اليها للرد على استمرار الاحتلال، والاستيطان، ورفض اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشريف.

باختصار... لقد أزفت ساعة العمل... ساعة الربيع الفلسطيني، ساعة المصالحة الحقيقية، والخروج من صف الحكي، الى العمل الجاد المثمر، الذي ينفع الناس والوطن، داعين شعبنا الفلسطيني العظيم الذي مهد الطرق للثورات العربية بدماء ابنائه، بثورتي الحجارة والاقصى، الى الخروج لكافة الميادين والشوارع العامة، لكنس الاحتلال والانقسام.

المصدر: جريدة الدستور الأردنية