متى تقلع عربة الحوار اللبناني الفلسطيني؟
الجمعة، 29 تموز، 2011
لم يعد الوضع الفلسطيني المأساوي على كل الصعد والمستويات المعيشية والاجتماعية، بحاجة الى المزيد من الشرح والتصوير والتظهير، لكشف المشاكل المزمنة التي تزداد تعقيدا، مع كل شروق شمس ومغيبها، والتي تتابعها وسائل الاعلام اللبنانية والفلسطينية بشكل يومي، وتتابع التحركات الشعبية المنادية بايجاد الحلول الناجعة لها... وباتت الصورة الفلسطينية واضحة للقاصي والداني، ولكل المسؤولين اللبنانيين، على اختلاف مشاربهم الفكرية وتوجهاتهم وانتماءاتهم السياسية ومستوياتهم... وسبق لحكومات لبنانية ان كلفت وزراء بعينهم لمتابعة الوضع الفلسطيني، وشكلت لجان حوار، كما اوفدت بعثة وزارية من كل الانتماءات السياسية لاستطلاع حال المخيمات الفلسطينية، وعادت بمشاهدات ومواقف كان يمكن ان تشكل قاعدة صالحة ومنطلقا صالحا لمعالجة كل تلك الاوضاع، منذ سنوات عدة، لولا التجاذبات السياسية اللبنانية وحال الانقسام التي يعيشها لبنان، والتشرذم الفلسطيني وغياب المرجعية الذي شكل على الدوام الشماعة التي تعلق عليها الحكومات اللبنانية المتعاقبة اهمالها للملف الفلسطيني!..
اما اليوم، وفي ظل حكومة لبنانية جديدة، تعهدت في بيانها الوزاري امام المجلس النيابي الكريم، والشعب اللبناني على فتح كل الملفات العالقة، ومواجهة المشاكل والتحديات السياسية ومعالجة الازمات الاقتصادية والاجتماعية والحياتية، ومن بينها المطالب الفلسطينية المزمنة والمشاكل المتراكمة... في ظل هذا الوضع الجديد يتطلع الفلسطينيون بامل الى ضرورة ان تولي حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الملف الفلسطيني الاهتمام المطلوب، سعيا لحل عقده، وفتح الابواب المقفلة امام القوانين والقرارات الايلة الى اعطاء الفلسطينيين حقوقهم المدنية والسياسية كاملة انطلاقا من الترابط الموضوعي بين الوضعين الفلسطيني واللبناني...
ان اعطاء الفلسطينيين حقوقهم، والضغط على و"كالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الانروا) للعب دورها المطلوب وتقديم خدماتها على كل الصعد والمستويات الاجتماعية والتعليمية والصحية والمعيشية والاسكانية، من شأن كل ذلك ايجاد المناخات الملائمة، وسد كل الثغرات والنوافذ التي تطل منها الاشكالات والتوترات التي تضر بمصلحة الشعبين، ولا يستفيد منها سوى اعداء لبنان والقضية الفلسطينية، وهو ما يتيح المجال لعلاقات طيبة ومنسجمة بين الفلسطينيين واللبنانيين تشكل اساسا صالحا ومتينا لمواجهة المخاطر الصهيونية والتهديدات التي يطلقها قادة العدو، والتصدي المشترك القوي والفاعل والجاد لمؤامرة التوطين التي لا تستهدف لبنان فحسب، وانما تستهدف بالاساس شطب حق العودة لملايين اللاجئين، وتصفية القضية الفلسطينية، خدمة للكيان الصهيوني واطماعه التوسعية...
لذلك، فان الحوار اللبناني الفلسطيني، مطلوب اليوم اكثر من اي وقت مضى، والظروف مهيأة له، على الضفتين اللبنانية والفلسطينية... ففي لبنان حكومة جديدة مصرة على معالجة الملفات الساخنة، وفي الجانب الفلسطيني اتفاق بين كل الفصائل والقوى على لجنة مسؤولة وورقة واحدة تحمل الهم الفلسطيني الواحد الى طاولة الحوار.
فهل تشهد الايام المقبلة انطلاق ورشة العمل الفلسطينية؟
المصدر: القدس للأنباء