القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مجازر صبرا وشاتيلا

مجازر صبرا وشاتيلا

د. حسن أبو حشيش

قبل واحد وثلاثين عاما وبالتحديد في أيام 16 -17-18 /9 عام 1982 م كان آلاف اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان على موعد مع الدم والقتل والإرهاب ، حيث ذبحت العصابات الصهيونية اليهودية والعربية التي كانت تجتاح كل لبنان ،الأطفال والنساء والشيوخ , أبادوا العائلات , وأفنوا الامتدادات الأُسرية والجهوية ...مجازر صبرا وشاتيلا الشكل الإرهابي المرتبط بدير ياسين وكفر قاسم وقبية وبحر البقر, والمتصل بقانا والعامرية وجنين ورفح وغزة والقدس ...سلسلة من الدماء الفلسطينية والعربية المهدورة , مشهد ممتد عبر قرن من الزمان لم ينقطع , مشهد وجدناه يتكرر الآن في العواصم العربية بخيوط صهيونية وبأيادٍ عربية وبمال عربي وبسلاح عربي ... إن آلاف الشهداء في مجزرة صبرا وشاتيلا كانت بقرار من شارون القاتل , وبتنفيذ جهات لبنانية معروفة , وبصمت وعجز عربي رسمي , وبرعاية وصمت ومباركة دولية . تماما كالمشهد الشعبي العربي الآن وإن تباينت اليافطات , وتغيرت المسميات , واختلفت الظروف والتفاصيل , لكن النتيجة واحدة .

الهدف من وراء هذه المجازر هو إرهاب الشعب الفلسطيني , وتحقيق الصدمة له , وفقدان الأمل في النضال والمقاومة , فيتحقق الأمن والسلامة للاحتلال وأذنابه وأطرافه في قلب الأمة , لذا نجد المشهد يتكرر . لكن مجريات التاريخ والوقائع الميدانية أثبتت في كل مرة أن الدماء وإن زادت , والجثث وإن تشوهت , والقتل وإن تضاعف , والمجازر وإن باتت أكثر بشاعة وحقارة... تمثل عصب الصمود , وإلهاما للجهاد , ودافعا للاستمرار , لذا قررت الشعوب وعلى رأسها الشعب الفلسطيني حقيقة واقعية مفادها أن النجاح في المجازر والقتل والإرهاب لا يعني إطلاقا نجاح العدو والظالم في تحقيق ما يريد .

إن صبرا وشاتيلا كشفت عن الحالة السيئة للمجتمع الدولي , ووضحت مهزلة التدخلات الدولية , وعجز كل الأطراف حتى اللحظة على كشف مستور المجزرة والأطراف القاتلة , وتقديمها للمحاكم الدولية والشعبية , فالحق لا يسقط بالتقادم , والأجيال لن تنسى حقوقها ,ولن تخون دماء شهدائها ... وها نحن بعد واحد ثلاثين عاما نذكر ونوثق المجازر, ونضع ذاكرة الأجيال في صورة الماضي الذي لن يشطبه الشاطبون , ليكملوا المشوار , ويستحضروا هذه الكوكبة العريضة والكبيرة من شهداء فلسطين والأمة .

كل الرحمة لشهداء مجازر صبرا وشاتيلا , وكل الخزي للعدو القاتل , ولأعوانه المجرمين والخونة .

فلسطين أون لاين