مجلس الأمن يتباكى على الفلسطينيين
بقلم: نزيه القسوس
روبرت تيري منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط قال في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط هذا الأسبوع أن تعثر عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين تتجسد في استمرار الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة وأضاف بأن عدم تحقيق تقدم على المسار السياسي واستمرار الصراع والاحتلال يهددان حل الدولتين مشيرا الى أن الأزمة السياسية والمالية التي تواجه السلطة الفلسطينية هي تجسيد لتلك المخاطر.
اذن مجلس الأمن ومعه منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط يعرفان بأن اسرائيل دولة محتلة وتحتل أراضي الغير بالقوة وأن لأراضي الفلسطينية هي الأراضي الوحيدة في العالم التي ترزح تحت نير الاحتلال الاسرائيلي ومع ذلك لا يتحرك هذا المجلس ليجبر اسرائيل على الانسحاب أو يفرض عليها حل الدولتين.
اسرائيل لا تنوي الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة وصادرت آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية وزرعت هذه الأراضي بالمستوطنات وأصبح المستوطنون الاسرائيليون يمرحون ويسرحون في الضفة الغربية المحتلة ويهاجمون السكان الفلسطينيين في مدنهم وقراهم بحماية من الجيش الاسرائيلي.
أما المدينة المقدسة فقد قامت السلطات الاسرائيلية بهدم أحياء كاملة منها وطردت السكان الفلسطينيين من هذه الأحياء وأصبحوا لاجئين في وطنهم وقد وصلت مخططات التهويد الى المسجد الأقصى المبارك الذي يعتبر من أهم المقدسات عند المسلمين اذ هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
الآن تتباكى الدول الكبرى على ما يجري في سوريا وتفرض العقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد وتحاول استصدار قرار من مجلس الأمن لكي تتدخل عسكريا لصالح المعارضة السورية لكن الفيتو الروسي والصيني يحولان دون وفي المقابل فان هذه الدول تعرف تماما أن اسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية وتقيم المستوطنات عليها وتعطل الحل السلمي مع السلطة الفلسطينية وتقوم طائراتها الحربية بقصف قطاع غزة بشكل شبه متواصل ومع ذلك لا تحرك ساكنا وقد استخدمت الولايات المتحدة الأميركية حق النقض الفيتو عشرات المرات لتعطيل أي قرار ينوي مجلس الأمن الدولي اتخاذه ضد الممارسات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
مع الأسف الشديد فان مجلس الأمن الدولي يقف عاجزا عن اتخاذ أي قرار يمكن أن يدين اسرائيل وعاجز أيضا عن اجبار هذه الدولة العنصرية على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية أو قبولها بحل الدولتين والسبب أن الفيتو الأميركي يقف لهذا المجلس بالمرصاد ولا يسمح له أبدا باتخاذ أي قرار يدين الممارسات الاسرائيلية.
السلطة الفلسطينية تعاني معاناة شديدة من عجز مالي كبير وهي غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها لشعبها وهذا الشعب خرج بمظاهرات عارمة بسبب سوء الوضع الاقتصادي وتدني مستوى المعيشة وانتشار الفقر والحكومة الاسرائيلية تحتجز مستحقات السلطة الفلسطينية من رسوم جمركية وبعض الضرائب واذا ما أعطتها فإنها تعطيها بالقطارة.
ان التاريخ سيحاسب كل من تقاعس من الدول الكبرى عن الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم والذي يعاني من الاحتلال البغيض وهذه الدول مع الأسف تتشدق دائما بأنها حامية لحقوق الانسان في العالم لكنها تقف مكتوفة اليدين عندما يتعلق الأمر بإسرائيل فهذه الدولة العنصرية فوق كل القوانين والأعراف لأن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية قادر على الضغط على الادارات الأميركية المتلاحقة من أجل أن تكون دائما في صف اسرائيل مهما فعلت من ممارسات غير مقبولة لا في القوانين الدولية ولا في الأعراف الانسانية.
المصدر: الدستور