محمود الأسدي يتحدث عن دير الأسد: أرضها وسكانها.. واقتلاع أهلها
بقلم: آلاء قدورة ودينا آغا
"يحد دير الأسد غربا مجدالكروم، شرقا نحف، شمالا يركا، وجنوبا البعنة، وكانت تقع في الجليل الغربي على منحدر جبلي بين مدينتي عكا وصفد وتمتد حوالي 3 كيلو مترات من شرق عكا، ويفصل بين دير الأسد والبعنة حقول زيتون ونبع صغير".
هكذا حدد لنا الأستاذ محمود الأسدي – مواليد عكا عام 1939 - موقع موطنه الأصلي،دير الأسد.. ثم تابع حديثه عن موطنه مصحوباً بآهات الحسرة والذكريات:
"كان الطريق الرئيسي في البلد هو الذي يمتد على الطريق العام من عكا، صفد حتى الجامع الكبير.
لكن التمدد العمراني والاختلاط السكاني ما لبث أن قضى على هذه الحقول وتداخلت بيوت القريتين (دير الأسد والبعنة) هذه الأيام. تعتبر دير الأسد ذات موقع أثري واستراتيجي وديني، فيها بقايا جدران معصرة وكنيسة في الحارة الشرقية وبرجان وحدائق وبركة منقوشة في الصخر، ويقع شرق البلدة مقام الخضر والذي كان له أهمية كبيرة في البلدة حتى أن كل مولود جديد كان يطوف حول المقام.
وفيها مسجدان: مسجد الشيخ محمد الأسدي في جنوب البلد والمسجد الكبير".
وعندما سألنا الأستاذ محمود الخطيب عن المضافات في بلدة دير الأسد أشار إلى أن كلاً من محمد سعيد الخطيب، علي أحمد الخطيب، حسين أحمد الخطيب، محمود طه، وآل حسين هم أصحاب المضافات في البلدة والمضافة الرئيسية كانت لآل الخطيب، ومختار البلدة محمود سعيد الخطيب.
.. "وكان في البلدة مدرسة باسم مدرسة دير البعنة، وكما ذكرت سابقا ففي البلدة مسجدان، وقد صليت في مسجد الشيخ حمد الأسدي وكان جدي الأكبر، وكان يحيط بالمسجد شجرتان، وفيه بئر للوضوء، وكان يقسم إلى قسمين، قسم للصلاة والتعبد، والثاني كان مقام الشيخ محمد الأسدي.
وفي البلدة عينان للماء: عين فوقا، وعين تحتا، ومن لم يكن عنده بئر ماء في البيت كان يشرب من العين الفوقا إن كان من سكان الحارة الشرقية، بينما سكان البلد الذين كانوا قرب البعنة جنوبا يشربون من العين التحتا حيث كان الاعتماد للحصول على الماء من الآبار الارتوازية أولا ثم عيون الماء".
اشتهرت دير الأسد على حد قول الأستاذ محمود بزيت الزيتون، التين، العنب والدخان فكان بعض الناس يأتون من الشمال قرب صفد لزراعة الدخان في أرض دير الأسد، وبعض الأشجار مثل التفاح والرمان والتمر.
.. " وفي البلدة مقبرة واحدة ولازالت حتى يومنا هذا، كان موقعها في دير الأسد الغربية والبعنة وللمسيحيين مقبرة منفصلة".
عائلات البلدة: أسدية وغير أسدية
بالنسبة للعائلات، فالأغلبية يرجعون إلى سلالة الشيخ محمد الأسدي، بالإضافة إلى عائلات أخرى نزحت إليها قبل 250 سنة واستقرت فيها حيث نزل الشيخ محمد الأسدي إلى الدير، وتزوج امرأة يقال أنها من نحف وأنجب خمسة أولاد.
ومن الحارة الشرقية ذرية الشيخ محمد محفوظ (ابن الشيخ محمد الأسدي) تتدرج تحتها طه، ياسين، الزطم، الملا، عبد، دار أبو خليل، أبو عيش، دار إعمر، دار أبو العبد السعيد، وآل ابراهيم وتدرج تحتها دار الخطيب، أبو جمعة، خرمة، دياب، عبد الحليم، عبد الرازق، دار السيد أبو السعود، الصادق، عثمان، علي قاسم، زعرة، أبو العوف، وعساف، ومن ذرية الشيخ محمد حافظ (ابن الشيخ محمد الأسدي) دار محمد حافظ، دار صنع الله، عباس، العبد بكر، قاسم الحج، صالح الحسن، معروف، دخل الله، وشاكر.
ومن ذرية الشيخ محمد نعمة (ابن الشيخ محمد الأسدي)، حسين، فيصل، مجيد، حجازي، ابراهيم الحج، علاء الدين، الكرنوب.
ومن ذرية الشيخ محمد الصيفي (ابن الشيخ محمد الأسدي)، ومعظمهم في شعب، دار الغني عرنوس، دار أبو عطا، أبو رمزي، رشيد الأسعد. تجدر الاشارة إلى أن جزء من الأسدية سكنوا صفد وشعب وشفا عمرو وجديدة. وهم امتداد لابناء الشيخ محمد الأسدي.
ومن العائلات غير الأسدية التي سكنت الدير الذباح، وعرفت بالنباح، الذين يعودون إلى أحمد النباح، أبو الحاج قاسم هاجر من يعبد وذلك في الساحل الجنوبي لبلدة يافا ونزلوا من الدامون، ولكن حدثت صراعات ونزاعات كثيرة مع سكان بلدة الدامون أدت إلى مجزرة كبيرة هاجروا على إثرها إلى يركا، وحملوا معهم لقب الذباح، ولما لم تستقر أوضاعهم في يركا، ذهب أحد أفراد العائلة طالبا الاستقرار في دير الأسد حيث استقبلوا هناك من قبل الشيخ عمر ويقال أن يوم نزوحهم إلى دير الأسد هو اليوم الذي حاصر نابليون عكا وذلك سنة 1768-1769.
هنالك دار موسى، حيث جاء محمد موسى الجد الأول وزوجته المسيحية إلى دير الأسد من المشهد سنة 1910 واستقبلهم الشيخ عمر أيضا. ودار أمون، جاء محمد غنيم من جبل نابلس سنة 1760 اثر حادثة قتل.
دار رافع جاء من كفر ياسين، ويقال أصلهم من حوران في سوريا، يعودون إلى جدهم الأول مصطفى رافع.
دار الحوراني، جدهم الأول علي الحوراني، جاءوا من حوران في سوريا ونزلوا في دير الأسد 1910.
دار عكاوي، يعودون إلى جدهم الأول محمد عكاوي من حوران أيضا.
دار العكين أصلهم من مدينة عكا، دار أبو زيد جاء من جنوب لبنان، دار التيتي نزحوا من البعنة وسكنوا دير الأسد.
دار ناصر نزحوا من البروة. دار ياسين نزحوا من عرابة. دار السخنيني نزحوا من سخنين.
إن بعض العائلات التي ذكرها الاستاذ محمود هي عائلات سكنت الأراضي في دير الأسد بعد سنة 1948 ولكنها مسجلة على أنها من دير الأسد، وغير أسدية.
نكبة 1948 والخروج من دير الأسد
في قسم آخر من لقائنا مع الأستاذ محمود فتحنا ملف النكبة عام 1948 وما عاناه أهالي دير الأسد من الاعتدءات والتهجير:
.. "في وقت العصر تقريبا، جاء اليهود إلى عكا، عن طريق صفد التي سقطت قبل عكا الرامة، إلى نحف، من نحف إلى دير الأسد، والبعنة، ثم إلى مجد الكروم نزولا، ولكون البيوت عالية في دير الأسد اعتقد سكان دير الأسد أن اليهود هم أفراد جيش الانقاذ نجدة للجنوب، وتصادم جيش الانقاذ مع اليهود وبدأ طلقات النار تنتشر في الجو، فصعد منادٍ على بيت عالٍ جداً وأمر بأن تفتح أبواب البيوت ونزوح الأهالي نحو الجامع، إذ كانت البلدة قد سقطت وسيطر عليها اليهود، وأمروا بفصل الرجال والأولاد والنساء في صفوف، في أرض شاسعة قرب حدود البعنة. وأشاروا إلى أربعة رجال، أحدهم أسدي، والثاني من الذباح، والآخران من البعنة. أحدهم مسلم والثاني مسيحي، وأعلنوا أن لهم نصف ساعة فقط في البلدة، حيث وضعوا الرجال في صفوف، بمقدمتهم دبابة وواحدة في آخر الصف، وجروهم إلى المعتقلات، وفي وسط القصف وإطلاق الرصاص صعدت مع أمي وخالتي إلى طريق جبلي.
مكثنا حوالي أسبوعين في أرض شاسعة تحت السماء، مع العائلة كلها، حيث كنا قد أخرجنا معنا بعض الحلاوة والخبز، وبعد نفاذ الطعام توجهنا سيراً على الأقدام نحو بنت جبيل، في البيادر حيث لم يقدم أهالي بنت جبيل أي طعام أو شراب إلا مقابل المال، حيث ابريق الماء كان يباع بخمسة قروش - أي ليرة لبنانية- حيث أغنياء البلدة لم يكن بحوزتهم ليرة لبنانية. إلا أن أحد أفراد العائلة استأجر شاحنة ونقلنا إلى صور، حيث كان أبي وبعض رجال البلدة قد خرجوا من دير الأسد إلى لبنان لشراء الأسلحة قبل أن يحتلها اليهود، فالتقينا في البص – صور وانتقلنا معاً إلى عين الحلوة بعد ذلك".
عن شجرة عائلة الأسدي:
الشيخ محمد الأسدي أنجب خمسة أولاد وهم: الشيخ محمد نعمة، والشيخ محمد الصيفي، الشيخ محمد محفوظ، الشيخ محمد حافظ والشيخ أحمد رجا.
الشيخ محمد نعمة سكن في فلسطين في دير الأسد، الشيخ محمد الصيفي في فلسطين ولكن قسم من سلالة الصيفي ذهب إلى شعب، لذلك من في البرج الشمالي والرشيدية من آل صيفي فهو أسدي.
الشيخ محمد محفوظ سكن في لبنان. الشيخ محمد حافظ توزع أولاده قسم في دير الأسد، والقسم الآخر في شعب، وقسم توجه نحو صفد، والشيخ أحمد رجا منقطع.
وبالنسبة إلى أجداد الأستاذ محمود الأسدي، فسلالته تبدأ من الجد الشيخ محمد حافظ الذي أنجب طه ومحمد، أما محمد فقد أنجب دياب، محمود، يونس، وحميد. أما طه فأنجب محمد وعلي.
أما يونس محمد، فأنجب أسعد وسعيد، وأسعد يونس أنجب محمد، حسن، يونس، ابراهيم، مأمون، وأحمد، ولكل واحد فيهم أولاد إلا مأمون.
محمد أنجب ربيع، سلام، شاهر، وحسن أنجب أسامة وأحمد، ويونس أنجب رازي.
وابراهيم أنجب هيثم وأسعد، وأحمد أنجب ياسر وعمر.
أما سعيد فأنجب كاظم، محمود، أحمد،محمد وخالد.
أما بالنسبة إلى محمود والذي هو أخو الجد يونس، والذي هو بالفعل جد الاستاذ محمود الأسدي، فقد كان شيخ البلد و"حلّال" المشاكل فيها ومن الطبقة الوسطى في البلد وكان فلاحاً من الذين استقروا في البلاد حتى يوم وفاتهم وزوجته حنيفة أحمد الخطيب من دير الأسد أيضاً.
محمود أنجب أحمد، حسن، محمد، عبد، وحميد. أحمد زوجته عائشة دياب الأسدي من دير الأسد، والذي ترك أرض دير الأسد وتوجه نحو عكا بحثا عن العلم اللازم حيث تسلم إدارة البوليس وكان متعلماً تعليماً ابتدائياً وبعضاً من اللغة العربية وقد توفي في أميركا ودفن هناك، وهو الابن الأكبر وأنجب محمود وحسن.
الأستاذ محمود من مواليد عكا سنة 1939 وأنجب علي وحسان، وحسن أنجب أسامة ومحمد، وحمد ابن حسن له ولد. أما حسن، محمد، عبد، حميد، فقد توفوا في فلسطين في دير الأسد.
المصدر: Howiyya