القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

مخيمات الشتات " بخير والله حاميها"‎

مخيمات الشتات " بخير والله حاميها"

/cms/assets/Gallery/881/1839558147.jpeg

برهان ياسين /عاصمة الشتات

قد يظن القارئ من خلال العنوان ان المقال يأتي ردا على الزميل قاسم قاسم في مقاله الاخير في صحيفة "الأخبار" اللبنانية ،إلا ان الحقيقة ان المقال يأتي ليرسم صورة حقيقية لمخيمات حولتها بعض الأقلام الى معسكرات تدريب وتجهيز لمقاتلين تابعين للثورة السورية وهؤلاء المقاتلين يمسكون بالأمن داخل المخيمات وهم الآمر والناهي فيها بعدما طردوا بطبيعة الحال اهالي المخيمات من منازلهم ليسكنوا مكانهم .

وقد يخال القارئ ايضا للمقالات الصحفية في الأيام الأخيرة ان عين الحلوة بات اليوم مليئا بالرجال الملتحين الذين يرتدون العباءات الباكستانية ويعتمرون القبعة القوقازية ويجولون وصولون في ازقة المخيم وشوارع حاملين الاسلحة الخفيقة والمتوسطة ويجرون تدريبات يومية على السلاح بل انهم يستعدون لافتتاح اول كلية عسكرية غير حكومية في مخيم الرشيدية . هذا ان تكلمنا جنوبا ،اما في العاصمة فالمشهد مختلف تماما فتلك القوى "الإرهابية" قد انتزعت النفوذ من اللجان الأمنية التابعة للفصائل الموالية للنظام السوري وباتت تستعد للهجوم على الضاحية الجنوبية والسيطرة عليها بعدما ايقظت جميع خلاياها النائمة ورفعت اعلام الثورة السورية عند مدخل مخيمي برج البراجنة وشاتيلا .

لكن السؤال الأبرز ،متى كانت آخر مرة تغبرت فيها اقدام اولاءك الذين يكتبون تلك السيناريوهات الهوليودية عن مخيمات الشتات ،فهم لم يدخلوا المخيمات ،أقلّها منذ ان دخلها اول نازح سوري ،فإن تدخل المخيمات تجد الشوارع مكتظة ليس بالمسلحين بآلاف اللاجئين والنازحين الباحثين عن قوت يومهم ،تجد مجموعات شبابية متطوعة جعلت امن المخيم اولويتها فشكلت لقاءات وحراكات شبابية ترفض العبث بأمن المخيمات وتحارب الفساد وترفض الرذيلة ،في المخيم طفل يرتعب الف مرة قبل ان يذهب لمدرسة الأنروا بعدما سمع نشرة الأخبار المسائية فيفاجئ صباحا بأن المشهد خلاف ما رآه وسمعه على التلفاز ،في المخيم نساء يحيين يوم المرأة على طريقتهن فينزلن الى سوق الخضار الذي القي فيه مساءا عدد من القنابل اليدوية فتشترين بقدر ما تحوي جيوبهن من "فراطة" ويتحدثن معا عن عناصر من جبهة النصرة سمعوا عنها لكنهن لم ولن يرين منها احدا ،اما رجال المخيم الذين يقضون معظم اوقاتهم خارجه طلبا لرزقهم فباتوا على قناعة انه "ما حك جلدك مثل ظفرك" فقد ملّوا من الأنروا بهيكليتها الفاسدة ومن الفصائل بمحسوبياتها وواسطتها حتى بات تأمين رغيف الخبز همهم الأول ،وللنازحين الفلسطينيين في المخيم قصة أخرى بدأت فصولها مع وصولهم للمخيم ولم تنتهي حتى اليوم فتأمين مأوى لائق لهم لا يزال همهم الأول والأخير هذا ناهيك عن وضعهم الصحي والاقتصادي المتدني .

تلك بعض المشاهد الحقيقية في مخيم عين الحلوة عاصمة الشتات الفلسطيني ،تلك ما لم تستطع كاميرا الإعلام التقاطه - او انها تقصدت ذلك- وبين المشهدين يبقى لسان حال الفلسطينيين في المخيمات "دعونا في حيادنا فلن نكون من يخرق ما اعلنته الحكومة اللبنانية من نأي بالنفس".

مخيمات الشتات " بخير والله حاميها"