القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مخيم اليرموك مستقر والحصار مستمر

مخيم اليرموك مستقر والحصار مستمر

سلافة جبور-دمشق

استكمالاً لتنفيذ بنود اتفاق "تحييد" مخيم اليرموك والذي بدأت أولى خطواته في العاشر من الشهر الجاري، انسحب أغلب مقاتلي الفصائل المعارضة السورية يوم الأحد الماضي ليحل محلهم مسلحون فلسطينيون من داخل المخيم.

وأكد مصدر عسكري موثوق داخل المخيم -فضل عدم الكشف عن اسمه للجزيرة نت- في اتصال هاتفي انسحاب كافة مقاتلي الفصائل المعارضة من المخيم، وبقاء مجموعات صغيرة مسلحة من أهالي المخيم.

وأضاف المصدر أن كافة المسلحين من لواء الحجر الأسود وجبهة النصرة قد غادروا المخيم ولم يدخل في المقابل أي مسلحين من قبل النظام، وذلك في التزام تام بالاتفاق الذي يهدف إلى تحييد اللاجئين الفلسطينيين بكافة أطيافهم عن الصراع الدائر في سوريا.

كما أكد المصدر أن الأوضاع "تبدو مستقرة في المخيم وخالية من أي مشاكل بين المدنيين ومن بقي من العناصر المسلحة"، مرجعاً ذلك إلى كون المسلحين هم من الأهالي الذين ما زال أغلبهم يعيشون مع عائلاتهم داخل المخيم المحاصر.

أما الخطوات التالية في الاتفاق فهي العمل على تفكيك الألغام وفتح الطريق أمام المساعدات الغذائية، الأمر الذي يؤكد المصدر العسكري قرب حدوثه، و"ذلك بسبب رغبة كافة الأطراف إنهاء معاناة أهالي المخيم، سواء من بقي داخل المخيم أم من نزح خارجه".

ورغم قطع أشواط عديدة ضمن هذا الاتفاق مثل تنظيف الطرقات والعمل على بدء تفكيك الألغام، فإن الجوع ما زال يفتك بالعديد من أبناء المخيم الذي يعد أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا.

يشار إلى أن قادة الكتائب الفلسطينية في المخيم وممثلين عن الجبهة الشعبية القيادة العامة كانوا قد توصلوا لاتفاق على تحييد المخيم بحضور وفد المصالحة الفلسطينية.

وقضى الاتفاق بانسحاب جبهة النصرة من المخيم واستلام المقاتلين الفلسطينيين مقراتها، وتضمن أيضا دخول لجنة للكشف عن الألغام تمهيدا لعودة الأهالي.

الحصار مستمر

في الأثناء، لا يزال الحصار المطبق الذي يفرضه النظام السوري على مداخل ومخارج المخيم قائما منذ يونيو/حزيران 2013، وأعلن ناشطون أول أمس الاثنين ارتفاع عدد "شهداء الجوع والحصار في المخيم إلى 111" بعد وفاة ثلاثة أشخاص بينهم طفلة بسبب الجفاف وسوء التغذية.

ويحلم آلاف المحاصرين داخل المخيم بإنهاء معاناتهم التي طالت، من هؤلاء أبو فاروق، الذي يقول إن معظم الأهالي "يشعرون اليوم بالارتياح لمجريات الأحداث، رغم أنهم يعيشون في ترقب دائم لفتح الطريق وإدخال المزيد من المواد الغذائية وعودة الحياة إلى طبيعتها داخل المخيم".

ويضيف أبو فاروق للجزيرة نت "نحن نرفض الخروج من منزلنا ومخيمنا الذي ولدنا وعشنا فيه طوال حياتنا، لكننا نطالب كافة الجهات القائمة على اتفاق تحييد المخيم بفتح الطريق والسماح بدخول وخروج المدنيين بشكل طبيعي".

وفي جانب من هذه المعاناة التي يعيشها هو وأسرته قال إنه محروم من رؤية ابنته وأحفاده الذين يقيمون وسط العاصمة دمشق منذ حوالي تسعة أشهر وذلك بسبب استحالة خروجه أو دخولهم لرؤيته.

أما فاطمة -وهي سيدة ما زالت تعيش مع زوجها وأطفالها داخل المخيم- فتقول "نحن متفائلون باتفاقية تحييد المخيم لكن ما حدث اليوم ليس بكافٍ. ونريد فتح الطريق ودخول المساعدات وإخراج المرضى".

وتضيف فاطمة أنها تذهب كل يوم منذ الصباح مع أطفالها إلى ساحة الريجة في المخيم على أمل فتح الطريق وتمكنهم من الخروج، فطفلها يحتاج إلى عناية طبية خاصة، وهي لم تتمكن من إخراجه مع المرضى الذين تم إجلاؤهم من المخيم، بسبب عدم تمكنها من وضع اسمه على قوائم المرضى.

المصدر:الجزيرة