مخيم نهر البارد والاستراتيجية الجديدة..
عبد الرحمن عبد الحليم-مخيم نهر البارد
تحسباً من ربيع فلسطيني داخل المخيمات في لبنان، ولأن صبر أهالي مخيم نهر البارد قد نفذ لا سيما بعد نحو ست سنوات على انتهاء الحرب الوحشية التي أدت إلى دماره بالكامل وتشريده أهله حتي يومنا هذا، ولأن الوضع الإنساني في المخيم تزداد وتيرته يوماً بعد يوم في ظل البطء في عجلة الإعمار، تكشف الأونروا عن خطة جديدة تهدف إلى تسريع وتيرة الإعمار ولإحاطة أصحاب البيوت المدمرة داخل المخيم القديم بتاريخ تسليمها بالوقت المحدد وفق الخطط الجديدة والخرائط، ولكن كيف يطمئن أهالي المخيم بعد سلسلة وعود كاذبة قدمتها الأونروا على مدار ست سنوات؟
كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن الخطة الجديدة التي رسمتها الأونروا لتسريع عجلة الإعمار، والتي توضح للعائلات الفلسطينية في المخيم تاريخ تسليم منازلهم بعد إنجاز إعمارها، حيث يؤكد مدير مشروع إعادة إعمار مخيم نهر البارد الأستاذ محمد عبد العال أن شروط نجاح خطة إعادة الإعمار يعتمد على ثلاث شروط أساسية: تأمين الأموال اللازمة للمشروع في وقتها المحدد، تأمين الموارد البشرية كالمهندسين والفنيين، إضافة إلى معالجة موضوع الآثار.
وفيما يخص الموارد البشرية أشار عبد العال أنه تم تعديل خطه الإعمار والتوافق عليها مع الأهالي ليتلأم مع طبيعه المشروع، ولتسريع العمل بدأت الأطراف المعنية بالإعمار بإعادة هيكله شاملة لجميع الأقسام، منها قسم التصميم وكذلك قسم الإشراف حيث من المفترض أن يكون هناك أكثر من فريق يعمل على التصاميم. وأوضح عبد العال بأن الأونروا أخذت بعين الاعتبار الأخطاء السابقة وكيفيه تخطيها في المراحل القادمه وذلك من خلال تحسين نوعيه التصاميم.
وعن التمويل أكد عبد العال أن المال المتوفر لمشروع إعاده الإعمار هو 43 % فقط من كامل المبلغ المطلوب، هذا ما يتطلب من الجهات المعنية والأونروا على وجه الخصوص البدء في التحرك لتأمين المبالغ المتبقية، وعليه يقول عبد العال إن الأونروا بدأت بعدة تحركات لتأمين المبالغ وذلك من خلال إعلام جميع الدول المانحة بخطة العمل الجديدة والمعدلة الخاصة بالمخيم من أجل حثهم على دفع التزاماتهم من المال.
وفيما يتعلق بالآثار أشار عبد العال أن ما ينطبق على قسم التصاميم والإشراف سيطبق على فريق الآثار، موضحًا أن الأونروا بدأت بتدعيم فريق الآثار بالفنيين والأيدي العاملة للتأكد من مواكبه فريق الآثار للخطه المرسومه.
ومن جهة ثانية التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المفوض العام لمنظمة "الأونروا" فيليبو غراندي ترافقه مدير عام "الاونروا" المعينة حديثاً في لبنان السيدة آن ديسمور في السرايا، وذلك بهدف تعريف رئيس الحكومة على المديرة الجديدة للأونروا في لبنان، وبحسب غراندي فإن أبرز ما تناوله الحاضرون في اللقاء هو موضوع مخيم نهر البارد، حيث طلبت ديسمور من رئيس الحكومة مواصلة تقديم الدعم للجهود بهدف تمويل إعادة بناء المخيم، معتبرة أن هذه المسألة مهمة جداً إلى جانب دعم الأشخاص الذين يواصلون النزوح منه.
أما بالنسبة لإعمار حي المهجرين الذي تسلمه الأهالي مؤخراً، أكدت بعض المصادر المطلعة على مشروع إعادة إعمار المخيم أن القرار السياسي من الحكومة اللبنانية قد صدر، مشيرًا في الوقت نفسه أن مشروع إعمار الحي جاهز للتنفيذ من جميع النواحي، وأنه تم تعيين مقاول للإعمار وهي شركة الإعمار لصاحبها لويس الدويهي، هذا ويعتبر إعمار حي المهجرين من الأمور الهامة في المخيم لا سيما وأن معظم سكانه يعانون من وضع مادي متدني.
المصدر: مجلة البراق