القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

مدارس الأونروا إدلاء حبل لإيقاف السقوط

مدارس الأونروا إدلاء حبل لإيقاف السقوط

تقوم وكالة الأونروا بإدارة أكبر نظام مدرسي في الشرق الأوسط وذلك بوجود ما يقارب 700 مدرسة، ويعدّ التعليم أكبر برامجها، وهو يستحوذ على أكثر من نصف الميزانية العادية للوكالة.

وتشير الأرقام المنشورة على موقع الأونروا إلى أن خدمات الوكالة التعليمية في لبنان تشمل 75 مدرسة، من ضمنها ست مدارس ثانوية، ضمت 32,892 تلميذاً في العام الدراسي 2009-2010. وبلغ عدد موظفي التعليم 2,190 موظفاً؛ كما يوجد مركزان للتدريب المهني. في حين عملت الأونروا على تدريب مائة موظف ما قبل الخدمة، و128 خلال الخدمة.

ما تبذله الأونروا من جهد في تعليم أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات، لا ينكر، إلا أن هناك قصورًا في الأداء عامة، نتناول من ذلك السلك التعليمي والذي يشهد سقوطا من عدة محاور نذكر منها المحور التربوي:

تعلمون أيها السادة، أنه عندما وضع الاسم للوزارة التي تعنى بمتابعة التعليم، سبق مصطلح التربية مصطلح التعليم فقالوا: «وزارة التربية والتعليم»، وذلك لأنه السبيل إلى التعلم، يقول الشافعي رحمه الله تعالى في أهمية التربية: تعلمت العلم في عشرين عاما وتعلمت الأدب في عامين فياليتني تعلمت الأدب في عشرين عاما وتعلمت العلم في عامين، ويقول الحسن البصري رحمه الله: «إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنتين ثم السنتين». ويزيدنا من الشعر بيتا، ابن المبارك رحمه الله بقوله: «تعلمت الأدب ثلاثين سنة، وتعلمت العلم عشرين سنة».

ولا يقولن قائل إن هذا في العلم الشرعي، بل هو فيه وبالكوني، حيث إن الأدب مطلوب كلما اجتمع معلم وتلميذ.

نفتقد اليوم لذلك المدرس المربي، حيث صار التعليم في هذه الوكالة تأدية لوظيفة كغيرها كأي وظيفة أخرى، ينتظر المعلم في حصته على أحر من الجمر متى تقرع الأجراس، في زمن أحوج ما يكون فيه الشباب إلى الموجه والمربي من أي وقت مضى، فأجيالنا تعصف بهم ريح الشهوات والشبهات، وتبدل في القيم والمفاهيم، شبابنا اليوم مكبلون بأغلال تحبسهم عن المسير في طريق النجاح فضلا عن الإبداع والتميز.. عبر وسائل كثيرة، مدرس لا مبال، وشيخ مستهتر، وتلفزيون ملهي، وانترنت مفسد، وفتيات ينادين بالرذيلة دون كلام.. الخ.

وأكثر ما يحرق الصدر في وسائل الإفساد مدرس لا مبال، فهل من مدرس وجه نصيحة تربوية لتلميذ، هل من مدرس تابع تلميذا ليصلح من حاله، بل هل هناك «معلم يفكر في صلاح تلميذ»؟.. إلا ما رحم ربك.

مدرس يجهر بالكفر مرارا، وقد يملأ فراغ مدرس مادة الدين عند غيابه، وثان يسب ويشتم طلابه، وثالث يضرب «خصمه»، ورابع ينام في صفه، وخامس يتفق مع التلاميذ على أن يلتزموا الهدوء مقابل إعفائهم من الدرس، وسادس يرى تلميذا يدخن في حصته ولا يحرك ساكنا مخافة، وسابع حول الصف إلى حلبة ملاكمة، وثامنة جعلت ملابسها محط نظر الطلاب دون السبورة، وتاسع كقارون في مشيته، وعاشر كفرعون في سلطته..

تلك عشرة كاملة أنبأت عن تفصيلها ببيان، هي غيض من فيض مما تشهده مدارس الأونروا من تفلت في الأخلاق، وتبديل للقيم، وللحد من ذلك التفلت، وللنهوض بالتربية يقترح ما يلي:

  1. وضع نظام جزائي لمن يسب الذات الإلهية في حرم المدرسة
  2. أن تكثف الاونروا من حصص مادة «التربية الإسلامية» وتجعلها مادة أساسية
  3. أن يكون مدرسو مادة «التربية الإسلامية» ذوا خبرة وقدرة على التغيير نحو الأفضل
  4. أن تضع قانونا يحد من الاختلاط المصاحب للخلوة بين الإناث والذكور
  5. تشكيل لجان جادة ومتابعتها في المدارس تعنى بوضع الأفكار الرامية إلى التغيير بالعملية التربوية
  6. ولعل في جعبة التربويين الكثير إذا عزمت الاونروا على التغيير!.

صالح الشناط - صيدا