مروان زعطوط (طيرة حيفا) بعد 63 عاماً من النكبة: قيل لأهلنا أن الخروج مؤقت
دينا آغا وآلاء قدورة - صيدا
مساء يوم الاثنين في 11-7-2011 قمنا بزيارة العم مروان زعطوط (أبو ايمن) في منزله القائم في صيدا وقد لقينا منه ومن عائلته استقبالا حارا وحماسا شديدا.
وقد أوجز لنا أبو أيمن ما يعرفه عن طيرة حيفا بالتالي: حدود الطيرة تقع في الجهة الشمالية من مدينة حيفا، شرقها اجزم، وجنوبها عتليت، وغربها الساحل، حيث كانت منطقة ساحلية تطل على البحر الأبيض المتوسط مباشرة.
عرفت بالزيتون إضافة إلى كل أنواع الفواكه والخضار من بطيخ وشمام وبندورة، والمواشي والطرش الذي كان منتشر بكثرة في البلدة.
ومن العائلات الطيراوية زعطوط، زيدان، حجير، الخنجر، عبد الوهاب. وفيها مدرسة بدون شك، وكذلك كان بعض الطلاب يذهبون إلى راهبات في حيفا للدراسة. أما المياه فكان سكان القرية يخزنونها في جرار من العين.
ويشير العم مروان، أبو أيمن، إلى أن عائلته تهجرت من حيفا بواسطة "لانشات بحرية" كالكثير من عائلات المدينة، وذلك بعد وقوع معارك على أطراف البلد إضافة إلى القصف الذي أصاب مدينة حيفا، وقد وعد جيش الانقاذ الفلسطينيين بمواجهة عصابات "الهاجانا"، وعليه كان يظن الأهالي أن فترة الابتعاد عن حيفا لن تطول.
وقد وصلت عائلة زعطوط عبر البحر إلى ميناء صور ثم انتقلوا إلى صيدا بواسطة سيارات وشاحنات الجيش اللبناني.. ولتأمين العيش استأجروا بيوتاً في المنطقة التي تعرف حاليا بمخيم عين الحلوة، حيث كان مالك المنطقة هناك هو "أبو... جرجس" وهو مسيحي من أبناء المنطقة، وقد استأجر الأهالي البيوت منه، إلا أن بعض أقرباء أبو أيمن زعطوط توجهوا إلى حلب بواسطة القطار ثم إلى دمشق حاملين فقط هوياتهم وبعض أوراق الطابو البلاد والاشتراكات لصندوق العائلة.
ولتأمين معيشة عمل الوالد في البطون ثم إلى صب الحجارة لتشييد أبنية ومنازل.
وقد تناولنا في الحديث شجرة عائلة زعطوط التي تعود جذورها إلى الطيرة، لأن مشروع هوية يهدف أساساً لأن يتعرف الجيل الجديد على أجداده وتاريخهم في فلسطين.
وبدأنا بتسجيل أفراد شجرة عائلة زعطوط: سعيد وأبناؤه حسن، حسين، عبد، عيسى، وآمنة.
سعيد: هو جد العم مروان وهو من مواليد فلسطين سنة 1890 تقريبا وقد توفي سنة 1940 على أثر حادث سير. يقول العم مروان: جدي كان فلاحا حيث أن الطيرة متاخمة للبحر أي ساحلية، فأرضها خصبة للزراعة، كمعظم أهالي القرى في فلسطين آنذاك كانوا يأكلون مما يزرعون فيعملون بالزراعة وتربية المواشي، ولكن جدي وأهلي وأعمامي لم يسكنوا في الطيرة فقد انتقلوا إلى حي وادي النسناس في حيفا على مقربة من أراضيهم الزراعية في الطيرة.
وقد كان جدي أحد أفراد جاهة البلد الذين يتولون أمور المعيشة والأمور الاجتماعية في البلد، وأذكر من وصف والدي لجدي أنه كان يرتدي الشروال والقمباز والشملة أي ربطة على الوسط كالحزام وعلى رأسه الحطة والعقال. وجدتي هي نجمة زيدان من بلدة الطيرة أيضا.
حسن: هو من مواليد الطيرة وقد توفي في حيفا ودفن فيها في حي وادي النسناس وهو الوحيد من أعمامي الذي لم يخرج من فلسطين وقد أنجب صبري، سعيد، محمد، رمزي، ميسر، منور، نجمة، وسمية، وقد تعرض في الفترة الأولى من احتلال فلسطين للضرب من قبل عصابات الهاجانا التي هي عصابات يهودية مسلحة.
حسين: من مواليد فلسطين وتوفي ودفن في دمشق التي أقام فيها بعد خروجه سنة 1948، تزوج من سنية زعطوط وأنجب محمد، صالح، وسميرة، وكان يساعد أباه وإخوته في عمل الأرض ولكن عمله الأساسي كان صيادا بحريا وقد تعرض سنة 1946 لحادث في القارب حيث فقد بصره وأطراف يديه.
عبد: وهو أيضا مواليد فلسطين وتوفي ودفن في دمشق، زوجته رسمية زعطوط وأنجب سعيد، محمد، وفتحية.
عيسى: (والد مروان زعطوط) ولد في فلسطين وتوفي في ليبيا ودفن في لبنان – صيدا، وقد توفي أيضا على أثر حادث سيارة. وقد كان عيسى يعمل في الأرض ولديه حصانان ينقل عليهما البضاعة أحدهما اسمه نجم والآخر اسمه دعبول ومازال يحتفظ بهويتيهما حتى الآن. وزوجة عيسى هي ظريفة حسن زيدان وهي من بلدة الطيرة أيضا، وأولادهما: مروان، محمد، معين (سعيد)، زهير، علي، جمال، خالد، جلال، نجمة، وجميلة.
المصدر: موقع هوية