القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

مساعي أمريكا للتهدئة لوقف العملية البرية في غزة

مساعي أمريكا للتهدئة لوقف العملية البرية في غزة

بقلم: عدنان أبو عامر

يدخل الهجوم الإسرائيلي على غزة أسبوعه الثاني، بقتل ما يزيد عن 165 قتيلاً فلسطينياً، بينهم 41 طفلا، 23 امرأة، 15 مسناً، وإصابة 1130 فلسطينياً، وفقاً لمعلومات وصلت "المونيتور" من وزارة الصحة بغزة.

وسط هذه الخسائر البشرية، تزداد المخاوف من عملية إسرائيلية برية، ستعقد الوضع الميداني أكثر من الآن.

وأكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام مساء 10/7 أن الحرب البرية فرصة لتحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية، وقد أعدت نفسها لمعركة طويلة جداً، ليست لأسبوع أو عشرة أيام، بل لأسابيع طويلة جداً، وإسرائيل لن تقرر موعد نهاية المعركة، أو شروطها، مشددًا على وجود مزيد من المفاجآت في المعركة.

عش الدبابير

فيما تحدث محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس لفضائية الأقصى مساء 11/7 عن جاهزية حركته للحرب، لأن المعركة الحقيقية يجب أن تكون حاسمة ونوعية، حتى لو استمرت شهورا.

"المونيتور" سأل مسئولا رفيعا في حماس خارج غزة، عن الموقف من العملية البرية، فأجاب: "إسرائيل لن تغامر بإلقاء جنودها في غزة المسماة "عش الدبابير"، ولأنها تعلم بوجود غزة أخرى تحت الأرض بسبب الأنفاق، مما يجعلها تتريث قبيل الذهاب لهذه الخطوة الانتحارية، التي لا نعتبرها مفضلة لنا، فهي ستحصد الكثير من أرواح الفلسطينيين، لأن "إسرائيل" ستتبع سياسة الأرض المحروقة قبيل دخول جنودها حدود غزة".

وأضاف: "نحن كقيادة سياسية على تواصل مع المقاتلين داخل غزة الذين يبدون استعدادات عسكرية لأي مغامرة إسرائيلية بعملية برية، ولديهم خطط ميدانية قد تجعل "إسرائيل" تندم على القرار، سواء بالنسبة لقتل عدد كبير من جنودها، باستهداف آلياتهم العسكرية، أو خطف آخرين لتنفيذ عملية تبادل أسرى".

وكإشارة على استعدادها للعملية البرية، وجهت كتائب القسام يومي 11-12/7 قذائف "كورنيت" صوب آليات إسرائيلية، الأولى شرق غزة بموقع "ناحل عوز"، والثانية قرب بيت حانون شمال غزة، وأصابتها إصابات مباشرة.

واستبعد رأفت مرّة المسئول السياسي لحماس في لبنان في تصريح صحفي، تنفيذ عملية برية بسبب الخوف الإسرائيلي من المفاجآت الكثيرة التي أعدتها كتائب القسام، ودخول جنودها لعالم مجهول لا يعرفون عنه شيئاً من القدرات والوقائع والتكتيكات التي ستواجههم، لأن أكثر ما تخشاه "إسرائيل" مشاهد الدبابات المدمّرة، والآليات المحترقة، والجثث المشوهة، والجنود القتلى أو المأسورين، مما يمنع صدور قرار ببدء العملية البرّية.

وفي ذروة تحضير إسرائيلي للعملية البرية، خرجت تسريبات عن جهود لوقف إطلاق النار، أهمها المحادثة الهاتفية فجر 10/7 بين الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ورئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو".

شخصية فلسطينية بغزة وسيطة بين حماس والغرب، كشف "للمونيتور" أن "الإدارة الأمريكية تبذل جهودا لتحقيق تهدئة بين حماس وإسرائيل، بتواصلها غير المباشر مع حماس عبر حلفائها في قطر وتركيا، وهي خطوة أمريكية متقدمة في ظل اعتبارها حماس حركة إرهابية، لكنها قد تتجاوز هذا التصنيف حتى لا تشتعل المنطقة".

وأضاف: "إدارة "أوباما" لا تريد حروباً في المنطقة، وتسعى لتكون وسيطاً بين "إسرائيل" وحماس، بتقريب المسافة بينهما، للوصول لصيغة وسطى متفق عليها، لكن جهودها تصطدم بأمرين: تعنت الحكومة الإسرائيلية الحالية التي لم تحقق إنجازاً عسكرياً حتى الآن، وإصرار حماس على رفع الحصار كلياً عن غزة، وتطبيق المصالحة، ووجود ضمانات دولية لأي تهدئة قادمة، وهذا ما يعني فتح الباب موارباً لحوار معها مستقبلاً".

الدور الأمريكي

وكشف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، خلال خطابه في الدوحة مساء 9/7، وصول العديد من الاتصالات عليه من جهات في الشرق والغرب، تطالب بالتهدئة ووقف إطلاق الصواريخ، وقد رفضها، لأن "إسرائيل" بدأت عدوانها، مشدداً على عدم العودة لصيغة "تهدئة مقابل تهدئة".

لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رفض بحديثه لقناة الميادين التي تبث من بيروت، يوم 11/7، أي شروط للعودة للتهدئة، معلناً أن مصر أجرت اتصالات مع حماس وإسرائيل، لكنها فشلت، وقد طلب من واشنطن أن توقف "إسرائيل" العمليات العسكرية، ونحن حاولنا إقناع حماس بوقف الصواريخ، ولم ننجح بذلك.

"المونيتور" تواصل مع مسئول في السلطة الفلسطينية، تكتم على هويته، كشف أن "إسرائيل تريد العودة لتفاهمات حرب 2012، بتخفيف حصار غزة، وزيادة مساحة الصيد، وإلغاء المنطقة العازلة شرق القطاع، لكن حماس زادت مطالب أهمها: الإفراج عن 56 من أسرى صفقة التبادل وقيادات حماس المعتقلين بعد عملية الخليل الأخيرة، وإدخال مواد البناء لغزة، وفتح معبر رفح، ووقف الاغتيالات، ورفع فيتو "إسرائيل" عن المصالحة".

وقد علم "المونيتور" من مسئول إعلامي في حماس أن الأوساط الساعية لإبرام التهدئة بين حماس وإسرائيل، هي: قطر وتركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، وبصورة منخفضة مصر.

وذكرت صحيفة "رأي اليوم" أن حماس رأت بمساعي مصر إجحافاً بحقها، لأنها لم تتحدث عن فك "إسرائيل" لحصار غزة، أو فتح معبر رفح، ولذلك ترى الحركة أن الوساطة المصرية لم ترتق للمستوى المطلوب.

موظف رفيع في الجامعة العربية بالقاهرة، أبلغ "المونيتور" أن حماس قد "تطلب وسطاء جدد لضمان التهدئة مع إسرائيل، كأمريكا وروسيا والأمم المتحدة، مع قطر وتركيا، بدل أن تبقى مصر لوحدها".

وعلق سامي أبو زهري الناطق باسم حماس على اللقاء الذي ستعقده واشنطن مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا اليوم 13/7 في فينا، بأن ما يحصل بغزة ليس إطلاق نار متبادل، بل عدوان إسرائيلي على الفلسطينيين.

"المونيتور" علم من مصدر كبير في حماس بلقاء هاتفي من الدوحة، أن مشعل، "يجري مباحثات ماراثونية على مدار الساعة، بلقاءات شخصية واتصالات هاتفية بأطراف أوروبية وتركية وقطرية وروسية، وأمريكا تتواصل معه بطرق التفافية عبر وسطاء، يخشون دخول حماس وإسرائيل خط اللا-رجعة، مع انطلاق العملية البرية، ولدى مشعل قرار من قيادة الحركة، في الداخل والخارج، من الساسة والعسكر، بعدم وقف الحرب دون أن نقدم لشعبنا رفعا كاملاً للحصار، وفتح معبر رفح، وإمكانية إقامة ميناء بحري، ووقف استباحة الضفة". وختم بالقول: "بدأت الحرب على غزة بعد تراجع "إسرائيل" عن تهدئة 2012، ولن نقبل بعد هذه الدماء والتضحيات بأقل من الاستجابة لكل مطالب حماس، المستعدة لمعركة قد تطول، أما أن تقف هذه الحرب وتعود غزة لسياسة الموت البطيء، فهذا أمر لا يمكن القبول به بأي ثمن، ولذلك يبدو مبكرا الحديث عن التهدئة".

المصدر: المونيتور