مطلوب
توازن في التعامل مع كافة القضايا
مصطفى
الصواف
قدمت
حركة المقاومة الإسلامية حماس بعضا مما لديها من وثائق تؤكد فيها على وجود خلية
أمنية إعلامية فلسطينية تديرها الأجهزة الأمنية في رام الله والسفارة الفلسطينية
في القاهرة، مشيرة إلى أنها تملك المزيد من هذه الوثائق التي تثبت تورط قيادات
فلسطينية في حملة التشويه والشيطنة في وسائل الإعلام المصرية لحماس وقطاع غزة
والمقاومة.
نحن
في انتظار أن تقدم حماس مزيدا من هذه الوثائق والاعترافات التي بحوزتها وكذلك
التسجيلات التي وقعت بين يديها لكشف المزيد من الحقائق حتى يكون الجميع على بينة
بما تقوم به سلطة رام الله بشكل متعمد ضد جزء مهم أبناء الشعب الفلسطيني سينعكس
بضرره على الكل الفلسطيني، وحتى يتم الكشف عن خيوط التآمر بين إعلام مأجور في مصر
وبين خلية التحريض الفلسطينية يجب أن لا تجري حماس وراء كل نافي أو كاشف لبعض الحقائق
في منصات الاعتصام في مصر بل العمل بعيدا عن الشوشرة والتقاط كل شاردة وواردة من
هنا وهناك وأن تلتزم حماس بقواعد الكشف الحقيقي لما يجري بعد أن تمتلك الأوراق
الثبوتية الدالة على الدور المشبوه لبعض الأطراف بعينها في الجانب الفلسطيني.
على
حماس أن لا تنشغل بالتفاصيل الجزئية والعمل على الكليات لأن الانشغال بالجزئيات
والعمل على الهرولة وراء كل حريق مفتعل هنا وهناك مرهق للعمل مع ناس تهدف بالأساس
إلى الانشغال وإبعاد التفكير بالقضايا الكبرى التي يجري العمل فيها، صحيح أن ما
ينتج عن هذا التشويه وهذا الكذب خطير على الشعب الفلسطيني ككل وعلى غزة المرتبطة
بمصر قدرا وتاريخا وجغرافية ولكن في نفس الوقت هناك مؤامرة أكبر وهي تصفية القضية
الفلسطينية من خلال المخطط الأمريكي الشيطاني الصهيوني في العودة إلى طاولة
المفاوضات، وكذلك الإجراءات الصهيونية على الأرض والتهويد الذي تمارسه ضد القدس
والمقدسات والتوسيع الاستيطاني وتهجير أهلنا في القدس.
هذا
كله وغيره يتطلب من حماس العمل فيه وتوسيع دائرة الاهتمام وعدم حصر عملها
واهتماماتها بقضية الإعلام المصري وخلية المؤامرة، لأن الانكفاء على هذه القضية
مرهق ومكلف ويجعل الساحة السياسية الفلسطينية خالية لعبث العابثين فيها، الأمر
الذي يتطلب التفكير الجاد والعميق لإيجاد طرق ووسائل إبداعية لتغيير الصورة
القائمة في الأراضي الفلسطينية والعمل على كشف حجم المخاطر الناتجة عن العودة
للمفاوضات وعمليات توسيع التطبيع مع الكيان الصهيوني ومشاركة الجانب الفلسطيني
الأوسلوي في تدمير مقدرات الأمة العربية والمساهمة في خلق الفوضى القائمة في
العالم العربي والمساعدة في إفشال الثورات العربية التي تحالف مع قضايا الأمة
لصالح فريق المصالح الشخصية والحزبية الضيقة الموالية للمشروع الأمريكي الصهيوني.
المطلوب
التوازن في التعاطي مع كافة القضايا الداخلية منها والخارجية وتوسيع قاعدة
المشاركة المجتمعية في الزود عن شعبنا وقضيتنا وعدم الانشغال بالقضايا الجانبية
رغم أهميتها وخطورتها وضرورة البحث عن وسائل في إعادة تفعيل الإرادة الشعبية
الفلسطينية في مواجهة مشروع التصفية الذي تعد له واشنطن حماية لأن الاحتلال
واستمرار بقاءه فترة زمنية أطول مما يجب أن تكون.
الوضع
نعم صعب والحصار يشتد ولكن هناك ما يمكن أن يشكل بزوغا لفجر جديد، لذلك يجب إعادة
التفكير في تفعيل عناصر المواجهة مع الاحتلال في الضفة الغربية فإذا كان استخدام
السلاح في مواجهة الاحتلال لابد من التفكير بوسائل أخرى إلى حين توفر هذا السلاح
وتفعيل المقاومة المسلحة ضد الاحتلال وفي نفس الوقت الاستعداد لمواجهة قادمة مع
الاحتلال في قطاع غزة في ظل الأوضاع السياسية في المنطقة الإقليمية وحالة الفوضى
المصطنعة وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء لتنفيذ مشاريع السيطرة على العالم العربي
وإعادته للتبعية الأمريكية مرة أخرى.
يجب
الحفاظ على المقاومة في فلسطين لأنها تمثل رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني
وما يجري هو جزء من محاولات أمريكا القضاء على المقاومة في فلسطين، لذلك نقل
المقاومة إلى كل فلسطين مسألة باتت ضرورية والتخطيط المستقبلي لمقاومة مختلفة
تتخطى فلسطين أمر وارد، لأن سياسة الاستئصال التي تحاول أمريكا فرضها في المنطقة
قد تدفع إلى تحويل المنطقة إلى ساحة حرب ومقاومة ضد الاستئصال ومشروعه ومؤيدوه
فاحذروا أن تدفعوا بالجميع للتفكير خارج الصندوق.