القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

مليونية الأسير الفلسطيني

مليونية الأسير الفلسطيني

بقلم: د. يوسف رزقة

ألف أسير فلسطيني يخوضون إضراباً عن الطعام، العيساوي صاحب أطول رقم في العالم في مجال الإضراب المفتوح عن الطعام من أجل الحرية يعود إلى زنزانته رغم حالته الصحية المتدهورة بعد رفض المحكمة الصهيونية الإفراج عنه. (210) أيام هي مدة إضرابه عن الطعام حتى الآن. العيساوي فرج الله أسره من سكان مدينة القدس المحتلة. ومن المحررين في صفقة وفاء الأحرار، وممن رفضوا الإبعاد إلى خارج مدينة القدس المحتلة. العيساوي الآن هو رمز القدس الصامدة، ورمز الفلسطيني الذي يعشق وطنه ويفديه بنفسه وحياته.

إسرائيل تريد القدس خالية من سكانها الفلسطينيين عامة، وخالية على وجه الخصوص من العيساوي وأمثاله من القادة المضحين أمثال محمد أبو طير، وعطون، وخالد عرفة، وغيرهم ممن تمسكوا بعروبة القدس وضربوا المثل في التضحية والفداء من أجل المبادئ والثوابت.

سامر العيساوي الآن بوزن 47 كيلو جرام، ولا يستطيع النوم، أو إسماع صوته للآخرين، وعلامات تدهور الصحة بادية على ملامحه، ويملك الحق القانوني بالحرية بموجب صفقة وفاء الأحرار، ومع ذلك تحكم المحكمة الصهيونية بإعادته إلى الزنزانة.

المحكمة الصهيونية تتعامل مع الأسير الفلسطيني بعنصرية، والحكومة الصهيونية تتعامل مع الأسير الفلسطيني بطرق بوليسية مرعبة، وبملفات سرية، ولا تحترم كلمتها ولا توقيعها، فبالأمس القريب اعتقلت 14 أسيراً محرراً في صفقة شاليط وأعادتهم إلى الزنزانة لإمضاء محكوميتهم السابقة دون إعطائهم حق الدفاع الشرعي عن أنفسهم.

النشاط المجتمعي الفلسطيني جيد في نصرة الأسرى وقضاياهم ولكنه في هذه المرة فيما يتعلق بالمضربين عن الطعام، والعيساوي أحدهم، وفيما يتعلق بالمعتقلين الـ14، أقل مما يجب، والأمر يحتاج إلى مليونية شعبية تطالب بحقوق الأسرى، وتطالب بالإفراج عن العيساوي ومعتقلي صفقة التبادل، وجيد أن تطالب بإشراف دولي على قضايا الأسرى.

مطلوب تحرك شعبي عريض، وتحرك فصائلي جاد في ملف الأسرى على مستوى الداخل الفلسطيني، ويجدر تصعيد هذه الأنشطة المطالبة بالحرية للأسير في موسم زيارة الرئيس الأمريكي أوباما، ويجدر بالعالم العربي أن يتحرك من أجل الأسير الفلسطيني على المستوى الشعبي الرسمي في فترة أوباما، لكي تعلم أمريكا وإسرائيل أن قضية الأسرى هي قضية أمة وقضية عامة لها تداعياتها على الاستقرار في العالم.

ومطلوب تحرك فلسطيني قوي لنقل ملف الأسرى إلى المستوى العربي والدولي، واعتقد أن تحركا فلسطينيا جماعيا باتجاه القيادة المصرية راعية صفقة التبادل، وباتجاه جامعة الدول العربية هي في غاية الأهمية للحصول على ضغط عربي ودولي يجبر الاحتلال على احترام حقوق الأسرى، وتحرير المعتقلين أعضاء صفقة التبادل، وأحسب أن الوضع العربي يسمح بتعريب الملف وبتدويله، ويسمح بإطلاق كل الطاقات من أجل تحرير الأسرى وحفظ حقوقهم.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام