القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

من هو الممثل الشرعي للفلسطينين في ظل غياب التنمية البشرية وحقوق الإنسان في مخيّمات لبنان؟

من هو الممثل الشرعي للفلسطينين في ظل غياب التنمية البشرية وحقوق الإنسان في مخيّمات لبنان؟

بقلم: عبيرنوف

الإنقسام الفلسطيني ليس موضوعاً طرحه جديد على الساحة الفلسطينية، بل ظهر وجوده بعد تمادى الصهاينة في بطشهم وطغيانهم فوق الأراضي الفلسطينية، من هدم المنازل وبناء المستعمرات، الى الأعتقالات التعسفية والقتل، فكان لا بد أن تظهر حركات مقاومة فلسطينية في ظل وجود منظمة التحرير الفلسطينية، تقف ندّا بالنّد لمثل هذه القوّة، فظهرت حركة حماس الأسلامية في 14 /12/1987 إمتدادا لأخوان المسلمين، حين أصدرت بيانها الأول بانطلاقتها.. فأنقسم الشارع الفلسطيني، أي أبناء الوطن الواحد الى أطراف متناقضة بدلا من أن يكونوا يدا واحدة في وجه العدوان الصهيوني، ولكن تبقى التساؤلات إذا انقسمت الفصائل الفلسطينية سياسيا كلُ حسب استراتجيّته الذي ينتهجها ومصالحه الخاصة، اليس هناك ما هو أهم لتوحيد قواهم؟

وإذا كان هدفهم هو مصلحة الشعب، وتقدم وازدهار المجتمع الفلسطيني، والسعي لتحقيق الحقوق الأنسانية وحق العودة، كيف والإنقسام الفلسطيني متجذّر في الصميم يعيق التنمية البشرية ويهدر حقوق الأنسان وخصوصا حقوق اللّاجئ الفلسطيني في مخيمات لبنان؟

ونظرا للوضع الفلسطيني القائم على الإنقسام، وانعكاساته السلبية على المجتمع وتفاقم سوء وضع مخيمات اللاجئين الذي اثبتته الدراسة الأخيرة التي أجراها المنتدى الشبابي للعلاقات العامة في لبنان، وقد جاء فيها حسب أراء 92 % منهم بأنّ الأتقسام يؤثر على علاقة أفراد الأسرة، 93.3% اجابوا أنّه يؤثرعلى العلاقات الاجتماعية، 100% أجابوا بأنّه يؤثر على المستوى المعيشي والاقتصادي، 100% أجابوا أنّه يؤثر على الأطفال في المدارس، 100% أجابو أنّه يؤثر في تشويه سمعة المجتمع الفلسطيني والمخيمات، 100% أجابوا انّه يؤثر على تراجع المستوى التنموي والتربوي، والتعليمي، 100 % أجابوا أنّه يعيق تحقيق الحقوق الأنسانية، 100% أجابوا أتّه يعيق حق العودة.

لذا نريد أن نتعمق في تلك الجوانب لتأكيد مدى أهمية الوحدة الفلسطينية.

العلاقات الأسرية والاجتماعية:

يؤثر الإنقسام على الأسرة الفلسطينية التي هي النواة الأساسية، وأن تفككت، أنعكس سلبا على المجتمع، وقد تغلّب الأنتماء على اواصر القرابة والدم، فتجد من هو على خلاف لفظي مع أخوته أو أقاربه، وأحيانا تصل الى النزاع الجسدي والأنقطاع في العلاقات الأسرية، فالأخ يهجر أخاه، والجار يقاطع جاره.

أمّا عن المصاهرة، فهناك حالات طلاق وقعت بسبب الإنقسام والأنتماء. فالباحثة الفلسطينية ناديا أبو زاهر اكّدت في دراستها "أنّ العلاقات الأسرية داخل الأراضي الفلسطينية، ضعفت بسبب الإنقسام". نحن ندرك بأنّ ما يحصل في داخل الأراضي الفلسطينية، ينعكس على مخيمات اللّاجئين في الشتات. وقد اصبح ابن حماس بعيدا عن ابنة فتح، وأبنة فتح بعيدة عن ابن حماس، وهكذا تأسس العائلات على الأنتماء و الإنقسام، بدلا ان تنشأ على حب فلسطين دون غيرها. فتتنازع الأسر، ويتنازعون الأطفال في المدارس وأزقة المخيّمات، وهذا ما تحدّث عنه مدير مؤسسة ( شاهد) محمود الحنفي حين كان يمشي في ازقة مخيّم برج البراجنة حيث سمع أطفالا يتحدّثون بلغة الكبار السياسية القائمة على الإنقسام.

وهكذا ينشأ الأطفال على منبت خاطئ مسيس وملقّن، لا مجال له للأختيار والتحليل.

الوضع التنموي المعيشي والاقتصادي:

حدّث بلا حرج، وضع مزري، فقر وحاجة الى الحياة داخل المخيّمات الفلسطينية في لبنان، تقلّص خدمات من قبل الأنروا (هيئة الأغاثة والتشغيل)، وفقدان فرص العمل بسبب القوانين اللبنانيّة التي تحرم الفلسطيني أكثر من 70 مهنة ووظيفة، حسب قانون المعاملة بالمثل، فحقوق تندثر وتتلاشى مع غياب مرجعية فلسطينية موحّدة تطالب بتأمين حياة كريمة لشعبها. فهناك الطبيب الذي يعمل بأقل اجرة، وهناك المهندس الذي يعتاش من سيارة التاكسي الذي يملك، بالأضافة الى المتخرجين العاطلين عن العمل...

أضف الى ذلك، ما تقوم به الفصائل من السعي والتوظيف لمن ينتمي اليها فقط، أضافة حين تقدّم للشعب لا تقدّم الاّ مساعدات أنيّة لا تمت للتنمية البشرية بصلة، ولا تسعى لتأمين مشاريع توظف هذه القدرات الشبابية دون تمييز، فنائب رئيس اللّجنة اللّبنانيّة والفلسطينيّة للحوار والتنمية السيّد أبو وائل كليب أجاب في حواره، بأنّ الإنقسام الفلسطيني يؤثر على الوضع الاقتصادي وفقدان الحقوق الأنسانية لفلسطيني لبنان، وتهميش الفلسطيني المثقف والمتعّلم، مما يؤدي الى هجرانهم خارج الأراضي اللّبنانيّة بحثا عن حياة لائقة، مما يؤدي الى فقدان دور المهندسين والأطباء والخبراء والصحفيين...، فتنغمس حضارة الشعب الفلسطيني، وتسوء سمعته بالنسبة للجوار اللّبناني وهذا واقع مرير يعيش به الفلسطيني، لذا قمنا كلجنة، الى ايجاد فرص حوار تجمع بين الشباب الفلسطيني اللبناني لتبادل الثقافات، والسعي لأنشاء فرص تستثمر الطاقات الشابة، وكذلك لتحسين سمعة المخيمات".

أمّا فئة الشباب المستقلة التي تنتمي للقضية والأرض، تهمّش وتحارب كي لا تطالب بأي حق من حقوقها، كما حدث في التحرك الشبابي في احد المخيّمات في 16 حزيران 2012 حين تعرضوا للضرب والأهانة ومنعهم من الأعتصام. فيحاولون الأطراف تسييسهم كي لا يأخذون دورا فعالا بالمجتمع سواء بتعيينهم في مركز أو وظيفة معينة تحت جناحهم السياسي.

فلماذا لا يكون لهذه الفئة الشابة دورا مستقلا لتحسين وأصلاح المجتمع الفلسطيني؟ وهكذا نستنتج بأنّ من ليس له انتماء سياسي لأحد الطرفين ليس له صوت.

وهذا ما طالب به الكاتب السياسي الأستاذ محمد سرور في حواره، لأن ينظر الأطراف للقاسم المشترك الذي يحقق الهدف المرجو. فالمصالحة والوحدة امر مهم تحقيقه فمصلحة الشعب فوق كل المصالح، وعلى الأطراف أن تؤمن بحيوية وحماسة الشباب والتصويب على حاجة وقدرة هؤلاء الشباب على تحقيق الوحدة والرقي بالشعب الفلسطيني، وفرض ايقاع مبني على التعاون والمحبة بين افراد الشعب الواحد، والتواصل على اساس القيم الأنسانية والوطنية، فهؤلاء قادرون على تغيير المعادلة وتحقيق الحرية والعودة ودحر الصهاينة بأساليب جديدة عجز الأخرين عن تطبيقها.

فالإنقسام الفلسطيني اصبح حجّة ذريعة لعدم الأستجابة للمطالب والحقوق، التي تأتي من اجندتين أو أكثر، وسياسة التجهيل باتت على مصرعيها، فمن الممثّل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني؟

ووفقا للدراسة السابقة وقد جاء فيها :أن 90 % حمّلوا المسؤولية للجميع -للفصائل الفلسطينيّة – فتح وحماس- وللشعب ) و10% للشعب لذا نطالب كمنتدى الشبابي الفلسطيني للعلاقات العامة، الأسراع بأتمام المصالحة وتكريس الوحدة الوطنيّة، ونحثّ جميع الفصائل، والشعب، والجّمعيات، والمؤسسات، والفعاليات الفلسطينيّة والأنسانيّة الى تحمّل المسؤوليّة والأخذ على محمل الجد خطورة ما نؤل اليه بسبب الإنقسام، والوقوف وقفة واحدة جادة، ف "معا نرتقي يكفي انقسام"، فشعبنا واحد، وهمّنا واحد، وأرضنا التي حُرمنا منها ومن خيراتها منذ عام 1948 وتشريدنا في مخيمات باسم اللاجئين، واحدة مقدّسة تستحق منّا الكثير الكثير.

المصدر: منتدى الأعلاميين الفلسطينيين (قلم)