القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

مواساة لاجئة فلسطينية لسفينة صيدا

مواساة لاجئة فلسطينية لسفينة صيدا


بقلم: رشا ابراهيم

عندما وصلنا صيدا في العصر صرنا لاجئين ! هذا ماقاله الأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني عندما لجأ وعائلته من يافا الى مدينة صيدا اللبنانية.

وانتِ ايتها السفينة الراسية على الشاطئ في مكان غير مكانك كم تشبهين حالنا عندما خرجنا من بلادنا ورسينا في ارض غير أرضنا وأجبرنا على التأقلم، ايام يا ابنة الماء والموج ستعتادين الرمل بدلاً من الماء كما أجبرنا اعتياد الخيمة بدلا من بيوتنا واعتدنا المخيم بدلاً من فلسطين قسراً.

ستعتادين كاميرات الصحفيين وعناوين الصحف تتربعين الصفحات الاولى كيف لا وانت طردتي من موطنك (البحر) بسبب رياح احتلت موطنك فأمسيت مطرودة من موطنك أخذه من الشاطىء وطناً بديلاً.

ستعتادين وجود من يقرر مصيرك بدلاً منكِ، هناك من يقرر جعلك مطعماً وهناك من يعاد بالعودة القريبة الى عمق البحار وهناك من يهدد بإجتثاث ظاهرتك وتقطعيك الى اجزاء توزع في أنحاء العالم.

ستحبين رمال الشاطىء تألفينها على الرغم من تذمرها الدائم منك وشعورك انك ضيفاً ثقيلاً حلّ دون سابق إنذار.

أعلم جيدا ان التأقلم أمراً صعباً، سيلوح لك المارة مواسين سيعلقون اعلاما تحمل شعار القراصنة عَلَيْكِ وسيقيمون المهرجانات الوطنية والتراثية على متنك وسينشدون مديح البحر ويلوح لك المسافرون ويكتب عّنك الشعراء والاُدباء

سيطرح اسمك في المزادات العالمية كما طرحت قضيتنا في الامم المنحدرة ستصيرن رقما تأخذين كرت صيانة كما تحولنا الى أرقاما في وكالة الغوث ومنحنا كرتاً للمؤن لأخذ السردين والطحين المسوس.

رويداً رويداً تصبحين شماعة لأخطاء الشاطىء ستتحملين مسؤولية نفوق الأسماك في القطب الشمالي وطلاق بطريقين وارتفاع منسوب المحيطات وذوبان الثلوج في القطبين لكن لن تكترثي لعنصرية الرمال.

ستحدثين النوارس عّن جمال بلادك (البحار)، عّن خوضك عباب البحار ستتذكرين المنارات ، كما نتذكر نحن البيارات والبيادر وأشجار الزيتون.

ستقابلين عنصرية الرمل بالغناء والحنين:

يا توتة الدار صبرك على الزمان ان جار لابد ما نعود مهما طول المشوار

هدي يا بحر طولنا بغيبتنا ودي سلامي ودي للأرض الي ربتنا سلم سلم على بلادي تربة بيِّ وأجدادي وبعدو العصفور الشادي بيغرد لعودتنا.