مواقف فاضحة للإعلام الأسود
د. حسن أبو حشيش
لقد
تجاوز الإعلام الأسود كل معاني المهنية، وكسر قواعد الأخلاق والآداب، وتجاوز كل المُحرمات،
فصنع الفوضى، وهتك الأعراض، وأفسد الحياة، وحرض على الديمقراطيات، وكان الأداة الأساسية
في قلب المُعادلة في المشهد المصري الأخير. هذا الإعلام الشيطاني والمشيطن، والفاسد
والمفسد، وقع في مواقف مؤخرًا فاضحة، كرَّست فشله، وأكدت عوره، وكررت فقدانه لبوصلة
القيم الإعلامية والمجتمعية والوطنية.. حيث تم فضح زيف التهويل والتضخيم الذي روج له
الإعلام الزائف في أعداد المصريين الذين خرجوا يوم 30 يونيو، ونسجوا كذبة وروجوا لها
وأقنعوا أنفسهم وغيرهم، وهي التي كانت سببًا مباشرا للانقلاب ومن ثم للدماء التي سالت.
وحتى
الآن يتم الاستناد لهذه الكذبة التي صنعها هذا الإعلام في تفسير ما يحدث في مصر. ثم
المتابع للخطاب الإعلامي الآن يجد أنه ناطق رسمي باسم الجيش والداخلية، وبان ذلك جليًا
في لغة مقدمي البرامج المشوهة الرديئة حيث طالبت هذه الأصوات بضرورة محاربة الإرهاب
الموجود في ميادين مصر، ونظرت لفض الاعتصامات بالقوة، وفي ذلك دعوة لإراقة الدماء،
وإزهاق الأرواح، وتكريس الشقاق والانقسام وتفاقم للأزمة.
ومن
الفضائح التي لفتت انتباه الرأي العام، هو الصمت الغريب والرهيب عن زيارة أشتون وما
حدث من تحريف للترجمة، ومغادرتها مبكرا في سياق غير دبلوماسي، في الوقت الذي نصب هذا
الإعلام المفضوح مهرجانا من الردح بدأ ولم ينته لأيام حول اطلاع الرئيس محمد مرسي في
ساعته خلال لقائه أشتون من قبل، أما الإهانة الكبيرة للأعراف والسيادة وأسبابها فإن
الأصوات انخرست وشُلت الألسنة الرادعة المغيبة للحقائق. والموقف الأخير في هذا السياق
هو صمت هذا الإعلام عن الوثائق التي أثبتت آليات شيطنة قطاع غزة، ودور هذا الإعلام
الكاذب في ذلك، كذلك صمته عن ضابط الوقائي الذي ألقت قوات الجيش المصري القبض عليه
في سيناء وهو يرتكب الاعتداء، أم أن هذا الأمر يفضحهم ويفند كل أباطيلهم، كونه ضمن
فريق المستخدمين لصالح أجندتهم.
نذكر الرأي العام بهذه المواقف التي تتوالى
لتكشف زيف هذا الإعلام، لنؤكد مجددا على كذب الخطاب الإعلامي الأسود الذي بُنيت عليه
مواقف سواء مصريًا أم فلسطينيًا. إن المعركة إعلامية بامتياز، الأمر الذي يتطلب معالجات
مسئولة وحازمة وواعية.