القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

«نازحو اليرموك» في مخيم البداوي يشكون «البلد المهتري»

«نازحو اليرموك» في مخيم البداوي يشكون «البلد المهتري»

بقلم: عبد الكافي الصمد

«ما كنا متوقعين إنكم عايشين هيك عيشة، لو كنا عارفين هيك ما كنا إيجينا لهون». يندر ألا يقول أحد من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا هذه العبارة. فقد باتت تختصر كل حياتهم التي انقلبت رأساً على عقب في البلد الذي «تطير أسعاره في كل لحظة».

أول من أمس، خرج الفلسطينيون الهاربون من جحيم سوريا إلى مخيمات لبنان عن صمتهم. الفارق في «النعمة» أعاد البعض منهم إلى مخيماتهم السورية وأخرج البقية إلى الشارع أول من أمس لمطالبة وكالة «الأونروا» بإسعاف يومياتهم التي أنهكها الفقر.

وقفوا أمام باب الوكالة لتذكيرها بواجباتها «التي أخلّت بها، وهي التي وعدتنا بتأمين المساعدات المطلوبة»، يقول عضو لجنة دعم النازحين الفلسطينيين القادمين من سوريا موسى أحمد، لافتاً إلى أن «أحد هؤلاء المحتجين هدد بإحراق نفسه إذا بقيت أحوال النازحين ومعاناتهم على ما هي عليه».

ويستطرد موسى في شرح المعاناة التي تتمثل «في الدرجة الأولى في تأمين المسكن، بعدما صارت العائلات مكدّسة بعضها فوق بعض، إذ نضطر في إحيان كثيرة إلى إسكان 3 عائلات وأكثر في بيت واحد أو مخزن أو مستودع إذا لزم الأمر، لأنه ليس مقبولاً لدينا أن ينام أي نازح في الشارع».

موسى الذي استعار عبارة «إجا المبتلي لعند المهتري» لتوصيف وضع النازحين في مخيم البداوي، يطمئن السلطات اللبنانية الخائفة من تزايد أعداد النازحين الفلسطينيين من سوريا «إلى أن هؤلاء لا يقبلون البقاء في لبنان ولو ضيوفاً!».

وفي هذا الإطار، يقول مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في البداوي عاطف خليل إن ما يطلبه النازح هو عيش الحد الأدنى إلى حين تسمح الظروف بالعودة عبر «تأمين الأونروا مساعدات نقدية ثابتة تساهم في تأمين بدلات الإيواء والغذاء»، لافتاً إلى أن «المساعدات التي تؤمنها الجهات المانحة غير الأونروا لا تكفي».

لهذه الأسباب، قام الناس باحتجاجهم في البداوي. غير أن نشاطهم الذي بدأ عفوياً، خرج عن مساره، بعدما دخل عدد من المحتجين مكتب مدير خدمات الأونروا في المخيم فوزي طويه، وهددوا بالعبث بمحتوياته واحتلال مدارس الأونروا ومؤسساتها إذا لم تؤمّن لهم بدلات الإيواء والغذاء. ولهذه الغاية، وكي لا تتكرر حادثة مخيم البداوي، جرى العمل على تشكيل لجنة متابعة لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان. وتتكون من ممثلين عن النازحين الفلسطينيين وممثلين عن اللجان الشعبية والفصائل الفلسطينية، وتهدف إلى «ضبط أي تحرّك قد يجري في المستقبل، وعدم خروجه عن سياقه»، بحسب قول مسؤول الجبهة الشعبية ــ القيادة العامّة في الشمال أبو عدنان عودة.

وللجنة هدف آخر، يحدده عودة بالضغط على الأونروا «من أجل تحسين خدمات الإغاثة قدر الإمكان في مخيم هربت إليه 1280 عائلة وفيه أصلاً نحو 10 آلاف نازح من مخيم نهر البادر لم يعودوا بعد إلى منازلهم». وإذ يعلن رفض الفصائل شعار «احتلال» مدارس الأونروا لإسكان النازحين، خشية «وقوع إشكالات بين أهالي المخيم والنازحين لأنه ليس مقبولاً حل مشكلتهم على حسابنا»، إلا أنه يؤكد «أحقية مطالب النازحين التي يجب على الأونروا إعطاؤهم إياها».

المصدر: الأخبار، 06-5-2013