القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

هل انتصرنا يا غزة؟

هل انتصرنا يا غزة؟
 

بقلم: أماني شنينو

غزة : صباح الهدوء، خلصت الحرب؟ صباح الرضا بالبيوت المُهدَّمة، وبما لا زال يرقد تحت الأنقاض بصبر.. يا ابنتي، «شعلي» نار بقرب الخراب، ركوة قهوة ضخمة، و»حطي» كراسي على طول خط البحر، يا بنتي هلق خلصت الحرب»عن جد»؟ القهوة «غليت وطفحت»، والحرب خلصت صح؟ آااخ يا بنتي، تعالي نغني «يمّا مويل الهوى، يمّا مويليا». وركوة قهوة ما بتكفي الأهل والوفود العربية! سمعت الجارة تسأل: «من سيُعوِّض العجوز نور عينها؟ ابنها استشهد، من يقدر تعويض الأولاد الصغار عن خوفهم!؟»

شربوا القهوة وسكروا الأبواب على أولادهم وناموا..تعالي يا بنتي, ندور في هذا العزاء وحدنا.

لا أحد سيأتي ويفهم وجع أم على ابنها، وجعي على أولادي كلهم «اللي راحوا». جاي على بالي أغنية فيروز: «راحوااا متل الحلم رااااحوووا»

غزة: «إحنا انتصرنا, ليش زعلانة بعدك؟»

-يا إمي, انتصرنا صح، وضربنا تل أبيب، وصار عنا دولة، وصار في أحلام كثيرة: مصالحة، مصالحة على الطريق، سمعت خالد مشعل ينادي للوحدة الوطنية، لكن يا إمي ..انا قلقة من أن يكون هذا مجرد كلام، وأن مجيء الوفود القطرية كان للتأكيد على الفرقة الفلسطينية وليس الوحدة..

-غزة : الدعم القطري لم يفعل شيئاً اطمئني, أمس غرقت الشوارع من «شوية مطر» وأصبحت بركاً كبيرة, تحتاج السيارة ساعة لتتقدم مترا واحدا!!

أشعر يا بنتي، ان لا شيء يتغير. الوفود والدعم الأجنبي لا يفعل شيئاً: بعض الصور الفوتوغرافية، وتقارير تصل العالم، استقبالات وتهاني، ولا أحد يدري ما نعانيه. خرقوا الهدنة، استشهد فلاح، ووصلت بعض الإصابات إلى المستشفى، دوّى صوت سيارات الإسعاف، شعرت بالخطر، ترقبت أن ترد المقاومة لكي تحمي أولادي الباقين.. لكن لم يحدث شيء من هذا!

- أحاول تربيع الدائرة, عسى أستطيع فهم الأمور إلى أين تجري. أحاول.. أحاول أن أرى غداً مشرقاً. لكن..

- غزة: وأنا لا أستطيع أن أنسى، الأطفال يضحكون في بطني. أرضي رطبة. كل يوم أسقيها بدمع اشتياقي ووجعي بهم. خرقوا الهدنة؟ أصحيح هذا الخبر؟

«ههه» للأسف يا إمي, ولم يتحرك أحد! ألا يعتبر الفلاح الذي استشهد من ضمن الخروقات التي تعد مخالفة للهدنة؟

- غزة: لطالما لم يُقتل مسؤول كبير، الهدنة بخير!

منذ يومين، كان السائق يتحاور مع الراكب الذي بجانبي. السائق كان يرى أن إسرائيل»يعني فلسطين المحتلة قصدي»، أقوى من أن تقبل الهزيمة بسلام! الراكب الحمساوي قال له:«جاي الأيام تثبتلك مين هيه غزة»!

لا أعرف لماذا شعرتُ بأملٍ وتذكرت فرحة الانتصار.. هل انتصرنا يا غزة؟ هل انتصرنا يا امي؟