هل تأقلمت حماس مع التغيرات الإقليمية؟
بقلم: لميس الهمص
تتعاظم التحديات أمام حركة حماس بصورة لم يشهدها تاريخها من قبل في ظل الثورات العربية التي رسمت خريطة إقليمية جديدة وغيرت تقسيم المحاور بالمنطقة.
تلك التغيرات وضعت حماس أمام صعوبات كانت على حساب علاقاتها مع أكبر الدول الداعمة لها في حين حسّنت علاقاتها مع حلفاء للولايات المتحدة مثل مصر، وقطر، وتركيا.. فهل نجحت الحركة في التعامل مع تلك المتغيرات واستطاعت استثمارها لمصلحتها؟، وما الذي خسرته جراء الربيع العربي؟، وهل أثر كل ذلك عليها داخليا؟.
في مصلحتها
مراقبون رأوا أن التغيرات كانت إيجابية وفي مصلحة حماس لأنها أطاحت بحليف فتح القوي الرئيس المصري حسني مبارك وأدت لصعود أقوى داعمي حماس الحركة الأم التي انبثقت عنها وهي حركة الإخوان المسلمون في مصر، ولأنها أيضا مكنت الأحزاب الإسلامية في بلدان أخرى، وساهمت كذلك في تنامي عدم الاستقرار في دول فيها معارضات إسلامية كبيرة.
مراقبون رأوا أن التغيرات إيجابية وفي مصلحة حماس
وذكر المحلل السياسي هاني حبيب أنه من الطبيعي أن تكون المتغيرات في الربيع العربي قد أثرت على حركة حماس وحكومتها إيجابيا، مشيرا إلى أن التغير في المحاور كان في إطار العلاقات التي تنشدها الحركة بعد تعرضها للحصار السياسي لفترة من الزمن، ومبينا في الوقت نفسه أن صعود الإسلاميين للحكم في عدد من البلدان زاد من فرص الأخيرة بتبوؤ أماكن متقدمة.
أما المحلل والكاتب مصطفى الصواف فرأى أن حماس لم تتأثر بالمتغيرات في المنطقة، "لأنها ما تزال تحافظ على استراتيجياتها"، لافتا إلى أن التغير اقتصر على التكتيكات التي تهدف إلى تحقيق كثير من الأهداف.
وذكر الصواف أن بعض التغيرات وإن لم تكن في مصلحة حماس فإنها لم تضر بها، "لأنها لم تجبرها على تغيير استراتيجيتها"، مؤكدا أن الحركة استطاعت أن تتأقلم مع المتغيرات الحاصلة في المنطقة، "بل استثمرتها جيدا وبدا ذلك واضحا في استقبال الرئيس المصري لهنية ودعوة طهران حماس لقمة عدم الانحياز".
لم تخسر
وأكد مراقبون أنه كان لتلك التغيرات الإقليمية ثمن، وأنها وضعت أمام الحركة أحد أكبر التحديات التي واجهتها وهو مقر المكتب السياسي للحركة في سوريا الذي وجد هناك لأكثر من عقد من الزمن.
فمن جهة كان على الحركة أن توازن بين الامتنان الذي كانت تشعر به حيال نظام كان قد دعمها عندما تنكرت لها جميع البلدان العربية الأخرى، ومن جهة أخرى كلفة قطع العلاقات مع نظام ما يزال متمسكا بالسلطة والمخاطر المترتبة على إغضاب إيران أكبر داعميها ومزوديها بالمال والسلاح والتدريب.
استبعد المراقبون أن تخسر الربيع العربي مؤكدين أنها تجني أرباحا
وفي هذا الإطار، يرى حبيب أن حماس استطاعت استثمار الواقع، "لكنها تعاني من ثغرات لأنها لم تعمل لمصلحة القضية الفلسطينية ككل بل لمصلحة قطاع غزة"، مطالبا باستثمار التغيرات لمصلحة القضية ككل.
واستبعد المحلل أن تكون الحركة قد خسرت جراء الربيع العربي، موضحا: "إن استطاعت حماس أن تجني أرباحا فإنها لم تتعب في الحصول عليها بل قدمها لها الثوار العرب"، مستدركا: "ما يزال من المبكر قراءة الربح والخسارة لأي طرف بدقة لعدم استقرار المنطقة حتى اللحظة".
واتفق الصواف مع حبيب في أن حماس لم تخسر من الربيع العربي، مستبعدا أن تكون التغيرات الإقليمية قد تسببت بخلافات داخلية في الحركة، "لأن الأخيرة مؤسسة كاملة لا يحكمها فرد واحد وإن جرى اختلاف فهو لا يصل لحد الانقسام"، مدللا بخروج قرارات موحدة دون الاعتراض عليها من أحد.
المصدر: الرسالة نت