هل ستصل الحرب التي أعلنها لبنان على
الارهاب إلى المخيمات؟
بقلم: انطوان حايك
ما بين الإرهاب المدعوم اقليمياً وخارجياً
ومحاولة مكافحته داخلياً، يقف لبنان عاجزاً عن مواجهة موجة المد الأصولي التي
إتسعت بسرعة قياسية منذ أن انفردت
السعودية بشخص رجلها الأقوى الأمير بندر بن سلطان بادارة الملفين اللبناني والسوري
في وقت واحد وربطهما على قاعدة مشتركة عنوانها تحريك الخلايا النائمة، والتي
استيقظت دفعة واحدة وتحركت بنشاط من طرابلس إلى البقاع مروراً بصيدا وصولاً إلى ما
بعدها من خلال اطلاق أربعة صواريخ على اسرائيل حركت الجبهة الراكدة ودفعتها إلى
الواجهة بالرغم من حراجة الموقف الداخلي والمحاولات الجادة لمحاصرة الجيش اللبناني
و"حزب الله"، وذلك بالتزامن المريب مع حراك ناشط ومماثل في كل من سوريا
والعراق.
وبدا أن اعلان الجيش اللبناني الحرب
على الارهاب تزامن مع موجة توقيفات جاءت حصيلة لوقت طويل من الرصد والمتابعة، بحسب
مصادر واسعة الاطلاع، لم يكن ينقصها سوى الغطاء السياسي الذي فرضه تفجير الرويس،
بحيث بات السباق محموماً بين تفكيك الخلايا الارهابية ومحاصرتها أو المزيد من
التفجيرات التي تحول لبنان إلى عراق ثان أو سوريا ثانية.
ويكشف المصدر المعني أن الثغرة
الوحيدة المتبقية هي كيفية التعاطي مع المخيمات الفلسطينية، التي تعج بالنازحيين
السوريين القادمين من مخيم اليرموك في دمشق، بعد أن تحولت بمعظمها إلى بؤر أمنية
ممتدة من مخيم برج البراجنة في بيروت إلى الرشيدية في صور مروراً بالمخيم الأكبر
والأخطر أي مخيم عين الحلوة والأحياء المتاخمة له، وهي تحولت إلى غرف عمليات بكل
معنى الكلمة تعمل على ادارة الخلايا والتنسيق في ما بينها، وتعمل على الربط الكامل
بين تلك المتواجدة في المخيم وحي التعمير وحي الطوارىء، وتلك العاملة في الخارج
ومن ضمنها مخيم الناعمة.
ويبرز في هذا السياق ما يشاع عن توتر
العلاقات بين حركة "حماس" والسلطات الأمنية اللبنانية، وذلك منذ خروج
الأولى من الحضن السوري والتحاقها بالموجة الإخوانية المدعومة من ثنائية قطر
السعودية، وبعد أن ثبت لدى السلطات السورية بأنها شاركت وساهمت في انشاء الانفاق
في القصير وفي ريف دمشق، وفق الوسيلة التي يعتمدها "حزب الله".
هذا الكلام المنسوب إلى مصادر رفيعة
وموثوقة، معطوفاً على مشاهدات شهود عيان عن تحصين الجيش اللبناني لمواقعه المتاخمة
والقريبة من حي التعمير، الذي يأوي الارهابي الفار من وجه العدالة أحمد الأسير يضع
أكثر من علامة استفهام حول ما اذا كانت الحرب المعلنة على الإرهاب ستقف عند حدود
المخيمات أم أنها ستمتد إلى داخلها أيضاً، فتتحول حينها إلى مشروع نهر بارد ثان،
فضلا عن علامة استفهام مشروعة تكبر يوماً بعد يوم حول دور النازحين السوريين
وتحديداً المقاتلين منهم.
المصدر: النشرة