القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

هل ستمتدّ الخطة الأمنية لتشمل المخيمات الفلسطينية أم أنّها ستقف على أبوابها؟

هل ستمتدّ الخطة الأمنية لتشمل المخيمات الفلسطينية أم أنّها ستقف على أبوابها؟

بقلم: أنطوان الحايك

مع تطور الخطة الأمنية في طرابلس ونجاحها في إعادة الأمن ولو بشكل جزئي إلى أحياء المدينة، انتقلت الاهتمامات الرسمية والشعبية إلى البقاع الشمالي الذي استقبل بوادر خطة أمنية من شأنها أن تمتدّ حتى مدينة عرسال في ظلّ توافق سياسي مرحلي قد يعيد رسم المشهد في المدينة البقاعية الأكثر كثافة من حيث عدد النازحين والمسلحين من غير اللبنانيين، ما أرخى بظلاله الثقيلة على الوضع العام بانتظار ما قد تحمله الأيام القليلة المقبلة من تطورات تتراوح بين الخضوع للقرار السياسي أو تمرّد المسلحين على الأجهزة الأمنية والتسبب بمعارك جانبية في محاولة لإعادة رسم المشهد بشكل مباشر أو غير مباشر.

وقد طرح تطور الخطة الأمنية وامتداداتها باتجاه البقاع علامة استفهام حول ما إذا كانت بشكلها ومضمونها صورة منقحة عن انخراط لبنان في الحرب المعلنة على الإرهاب، وما إذا كان الثمن المدفوع لتسهيل تشكيل الحكومة والقبول بتسليم الوزارات الأمنية الأساسية الى تيار

"المستقبل" هو جزء من البنود غير المعلنة في هذه الحرب المفتوحة التي بدأت تثمر في العراق كما في سوريا ولبنان، لا سيما أنّ إلقاء القبض على المطلوبين وفكفكة الخلايا الارهابية ليس وليد ساعته بل نتيجة طبيعية لمراقبة لصيقة ومعلومات كانت بحوذة الأجهزة الأمنية ومديرية المخابرات وكان يمكن الاستفادة منها لولا الموانع السياسية التي زالت بفعل عوامل فرضتها التسوية غير المعلنة.

في هذا السياق، تكشف شخصية سياسية على تواصل مع الخارج عن جملة من الاتصالات المتصلة بالمرحلة قادها بشكل أساسي سياسي من الصف الاول محسوب على "حزب الله" ومتعاطف معه، وهي اتصالات بدأت من بيروت وسرعان ما اتسعت باتجاه عواصم القرار العربي والاقليمي والدولي لتتحول بعدها إلى مقايضات سياسية وأمنية ممتدة من العراق مرورًا بسوريا وليس انتهاءً بلبنان، إذ إنه من المقرر أن تتسع رقعة الحرب على الارهاب لتشمل مصر في القريب العاجل، وذلك على اعتبار أنّ الضوء الأخضر اشترط على المعنيين شمول الحرب على الارهاب مفاصله برمتها لما تشكله من أخطار محدقة على المنطقة والعالم لا سيما بعد أن تحول الإرهابيون إلى أدوات قتل لا يمكن إيقافها نظرًا إلى العقيدة القتالية الصارمة وفكر الجهاد من جهة وتأسيسًا على الخبرات القتالية في مجال الارهاب والتفخيخ واستخدام التكنولوجيا لهذه الغاية فضلا عن معلومات استخبارتية تؤكد تسرب أسلحة نوعية وكيميائية عالية الجودة لمصلحة التكفيريين أكان من خلال سيطرتها على مخازن أسلحة عائدة للجيش السوري أو للجيش الحر في العديد من المواقع السورية المتقدمة التي شكلت في أوقاتٍ سابقة لقمة سائغة للتنظيمات التي أدرجتها واشنطن على لائحة الارهاب في وقت سابق وهذا تدبير لم يأت من فراغ ولا من المجهول.

بالعودة الى خطة البقاع الامنية، تخشى المصادر عينها من تداعيات غير محسوبة لا سيما أنّ الهدف منها ليس فقط القضاء على معاقل الارهاب وإقفال ما تبقى من معابر غير شرعية باتت تشكل خطرًا مباشرًا على لبنان وليس على سوريا كما كان الحال قبل سقوط القلمون، بل الحد من تسرب المسلحين باتجاه المخيمات الفلسطينية التي قد تبقى البؤرة الوحيدة المتبقية غير الخاضعة لمراقبة الجيش والاجهزة الامنية على العموم، ما يعيد طرح السؤال الأكبر حول ما إذا كانت الخطة الأمنية ستشمل لاحقا المخيمات الفلسطينية أو على الأقل المناطق المحيطة بها، وبالتالي ما إذا كانت الحرب على الارهاب ستشمل الأوكار أينما تواجدت أم أنّها ستبقى في إطار ما هو بمتناول اليد.

المصدر: النشرة