القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

واجبنا في يوم الأسير الفلسطيني

واجبنا في يوم الأسير الفلسطيني

د. أيمن أبو ناهية

قبل أيام قليلة مرت علينا ذكرى غالية على قلوبنا جميعا وهي في كل لحظة ترسم في تاريخنا النضالي أجمل وأروع آيات البطولة والتضحية والصمود والفداء والصبر، إنه يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف السابع عشر من نيسان لكل عام، منذ أن أطلق سراح أول أسير فلسطيني وهو محمود بكر حجازي في أول عملية تبادل للأسرى بتاريخ 17/4/1974م من سجون الاحتلال الصهيوني.

فلا يزال الاحتلال يواصل ممارسة سياسة الاعتقال لعشرات الآلاف من الفلسطينيين وإخضاعهم للمعاملة القاسية, وذلك خلافا لأحكام المواد 83-96 من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949م والمادة 9 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لسنة 1966م والتي تؤكد على الحق في عدم التعرض للاعتقال والاحتجاز وكذلك اتفاقية مناهضة التعذيب لسنة 1984م.

وتعد سياسة الاعتقال من أبرز السياسات التي ينتهجها الاحتلال بتقييد حرية آلاف المدنيين الفلسطينيين. ويواجه المعتقلون ظروفا معيشية قاسية في ظل الإجراءات الاعتقالية اللاإنسانية بحقهم والتنكر لحقوقهم، حيث تواصل سلطات الاحتلال اعتقال الفلسطينيين بطريقة ممنهجة, حيث تشير الإحصائيات لوزارة الأسرى بأن هناك ما يقارب الـ 5200 أسير موزعين في السجون والمعتقلات لدى الاحتلال. وذكرت أن عدد أسرى الضفة بلغ 440 أسيرا، في حين أن عدد أسرى قطاع غزة بلغ 430 أسيرا، وأسرى القدس بلغ عددهم 159 أسيرا وأسرى الداخل 235 أسيرا وأسرى العرب الذين جاءوا ليدافعوا عن فلسطين 28 أسيرا.

فأكثر من 80% من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين تعرضوا للتعذيب خلال التحقيق على يد جنود وسجاني ومحققي الاحتلال، باتباعهم أشكالا وفنونا عديدة للتعذيب بحق المعتقلين الفلسطينيين، مثل الشبح، ومنع النوم، ونزع الملابس خلال الليل، والضرب، والهز واللدغ الكهربائي، والصراخ، واستخدام الكلاب المسعورة وحتى محاولات الاغتصاب، ذلك عدا عن التعذيب النفسي.

كما نتذكر شهداءنا من الأسرى الذين اغتالتهم قوات الاحتلال وهم أكثر من 150 أسيراً فلسطينياً خارج نطاق القانون بعد إلقاء القبض عليهم. ويوجد قرابة 1000 معتقل فلسطيني يعانون من أمراض مزمنة مختلفة، ولا يتلقون العلاج اللازم، واستشهد من الأسرى الفلسطينيين منذ عام 67 وحتى اليوم قرابة 180 معتقلا.

فالاعتقالات مستمرة لطالما الاحتلال مستمر في سياسة البطش الفاشية، فقد طالت الاعتقالات الأطفال والشبان والشيوخ والنساء, واستخدمت سلطات الاحتلال كافة أساليب الاعتقال إضافة إلى تحويل المعابر والحواجز العسكرية إلى كمائن لاعتقال المواطنين. ولعل أكثر هؤلاء معاناة هم الأطفال الذين يزيد عددهم عن 200 طفل فلسطيني في المعتقلات الصهيونية ويحتجز الأطفال في ظروف سيئة تتنافى مع المواثيق والأعراف الدولية الخاصة بالأطفال. وتترك عمليات الاعتقال آثارا نفسية قاسية على الأطفال مما يؤثر على قدرتهم للعودة إلى صفوف الدراسة . وتقوم سلطات الاحتلال بمنع أهالي الأطفال من زيارة أبنائهم بحجة المنع الأمني أو عدم حيازتهم للتصاريح اللازمة لدخولهم أراضي الـ48, مما ينتهك حق الأطفال في عدم جواز عزلهم عن أهلهم والاتصال الدائم بهم.

فالأسرى الأبطال يتحدون السجان بأمعاء خاوية وقوة صبر وتحمل لعذابات السجن، ينتظرون كل لحظة الإفراج عنهم وعودتهم إلى أهلهم، وينتظرون منا في هذه الأوقات الوقوف مع قضيتهم العادلة لتحريرهم من قيد الاحتلال، ولو أن بعض الناس يستهين بالحراك الداعم للأسرى، إلا أننا نرى أن من شأن هذا أن يصنع مناخا وبيئة خصبة لجعل تكلفة الاحتلال عالية بسبب إبقاء أعداد كبيرة في السجون ولفترات طويلة.

أقول: في يوم الأسير الفلسطيني المطلوب من منظمات المجتمع الدولي الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلية لوقف انتهاكاتها التي تمارسها بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وإنهاء معاناتهم والالتزام بالمعايير الدولية في معاملتها للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وخاصة اتفاقية جنيف لسنة 1949م وتحديدا قواعد معاملة الأسرى والمعتقلين. والمطلوب منا كشعب فلسطيني تركيز العمل المقاوم على قضية الأسرى بتسخير كل الطاقات والجهود في سبيل إطلاق سراحهم، لان هذه اللغة التي يفهمها الاحتلال، منذ تحرير الأسير حجازي وصولا إلى صفقة وفاء الأحرار، وإن شاء الله سيكون موعدنا عما قريب بتحرير باقي الأسرى بصفقة مشرفة.