يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني..
مأساة تتجدد
محمد الرياحي الادريسي
سياق الاحتفال بالذكرى:
يوم السبت 29 نونبر 2014 تحل علينا
الذكرى السنوية للتضامن مع الشعب الفلسطيني وهو اليوم الذي أعلنته الجمعية العامة
للأمم المتحدة عام 1977 يوما عالميا للتضامن مع شعب فلسطين المحتل ليوافق صدور
قرار الأمم المتحدة رقم 181 في 29 نوفمبر سنة 1947 بتقسيم فلسطين إلى دولتين، وهو
القرار الظالم الذي بسببه قامت
"دويلة" إسرائيل وحازت آنذاك اعتراف العديد من دول العالم وعلى رأسها
الدول الكبرى.
ككل مرة يأتي الاحتفال بيوم التضامن
مع الشعب الفلسطيني هذه السنة، في ظل استمرار "دويلة" الاحتلال
الإسرائيلي في عدوانها السافر على فلسطين شعبا وأرضا وهوية ومقدسات، إجرام صهيوني
تخطى كل الحدود والخطوط من خلال قتل الابرياء من كل الشرائح والحيثيات ومصادرة
الاراضي، وبناء المستوطنات والاعتداء على المقدسات الفلسطينية وعلى رأسها المسجد
الاقصى عنوان الصراع العربي الإسرائيلي الذي يتعرض في هذه الايام لحملة صهيونية
غير مسبوقة عبر الاقتحامات المتكررة، والاعتداءات المتتالية على المصلين من الرجال
والنساء، ومنعهم من الدخول إليه في الوقت الذي يفتح على مصراعيه أمام الصهاينة
المتطرفين.
جزء من صور الاجرام الصهيوني:
الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع
فلسطين فرصة لنعيد تذكير العالم بجزء من جرائم الاحتلال الصهيوني خلال هذه السنة،
وطغيانه ضد شعب يعاني لسنوات عديدة من تبعات احتلال ظالم يصول ويجول ليقتل ويحرق
ويعتقل دون محاسبة أو متابعة في تحد سافر لكل المواثيق والقوانين والاعراف.
الاعتداء على المسجد الاقصى المبارك
: من بين الافعال الاجرامية الخطيرة التي دأب الكيان الصهيوني على ارتكابها ضد
الفلسطينيين، هو انتهاك حرمة المقدسات الاسلامية في فلسطين، وعلى رأسها المسجد
الأقصى المبارك، على الرغم من أن الأقصى خط أحمر ليس فقط عند الشعب الفلسطيني بل
عند الأمتين العربية والإسلامية.
يسعى الكيان الصهيوني من خلال
إجراءات الهدم والحفريات وإغلاق المسجد الاقصى للوصول إلى هدف تقسيم المسجد الاقصى زمانيا بجعل أوقات محددة
للفلسطينيين ولليهود ومكانيا بتخصيص أماكن للمسلمين ولليهود تمهيدا للاستيلاء عليه
وهدمه لبناء الهيكل المزعوم مكانه وهو ما يستدعي تكثيف الجهود الفلسطينية والعربية
للتوعية بالمخاطر التي تحدق به وللدفاع عنه من الافعال الاجرامية الصهيونية .
الحرب على غزة : في عدوان همجي سافر
على قطاع غزة استمر الكيان الصهيوني وعلى
مدى ثلاثين يوما في قتل الفلسطينيين بقطاع غزة، وتدمير منازلهم وبناهم التحتية،
ومساجدهم أمام مرأى ومسمع العالم في مشهد جديد من مشاهد الاجرام الصهيوني
المتكرر.
حرب خلفت أكثر من 1886 شهيد من بينهم
432 طفلا و243 امرأة و85 مسنا، و 9806 مصاب ومعطوب، كما أسفر العدوان الإسرائيلي
على غزة، عن دمار مادي واسع في القطاع الذي يقطنه أكثر من 1.8 مليون فلسطيني لا
زالوا يعانون من تبعاته واثاره إلى حدود اليوم مع استمرار غلق المعابر وتوقف
الاعمار.
حرق الطفل أبو خضير: جريمة نكراء
ارتكبها ستة مستوطنين يهود من بينهم حاخام وابنه، بحق الطفل الفلسطيني محمد
أبو خضير، جريمة في غاية البشاعة
والعنصرية، فقد قاموا بصب كمية من البنزين في فم الطفل محمد، ثم قاموا بحرقه وهو لازال على قيد الحياة، هذا
النوع من الجرائم لا يرتكبها إلا الصهاينة بكل ما يختزنون من حقد وكراهية تربوا
عليها وتعلموها في مدارس الحق والكراهية، فالحاخامات الذين يقودون هذا الكيان
العنصري البغيض يعلمون الأطفال والطلاب أن الفلسطينيين العرب "مجرد فئران
وصراصير" لا قيمة لهم إنسانيا وأخلاقيا، وبالتالي فإن قتلهم أمر مطلوب
ومرغوب، وبل وفعل يستحق المكافأة.
كانت هذه صور محدودة من معاناة الشعب
الفلسطيني الابي ، وغطرسة الكيان الصهيوني الذي يمارس القتل والاعتقال والتشريد
والتهويد أمام مرأى ومسمع من العالم الذي يتعامل مع القضية الفلسطينية في إطار
سياسة الكيل بمكيالين وهي الطريقة نفسها التي تتعامل بها المؤسسات الدولية التي
تدعي الدفاع عن حقوق الانسان تجاه القضايا العربية والاسلامية الراهنة.
واجبنا تجاه القضية :
في هذا اليوم المخصص للتضامن العالمي
مع شعبنا الفلسطيني المقاوم يجب تأكيد
النقاط المهمة التالية:
- أن
الخيار الوحيد لتحرير المسجد الاقصى المبارك وكل فلسطين من يد الكيان الصهيوني هو
خيار المواجهة، والمقاومة، والحشد لقضية فلسطين قضية الامة المركزية، فما أخذ
بالقوة لا يسترد بمؤتمرات الاستسلام والخنوع .
- ان
السبيل الامثل للتغلب على المشروع الصهيوني داخل فلسطين هو تحقيق الوحدة الوطنية و
الحوار الشامل بين جميع مكونات الشعب الفلسطيني البطل، و هو الأمر الذي بات ملحا
إزاء ارتفاع وثيرة الإجرام الصهيوني ضد جميع أبناء الشعب الفلسطيني التواق للحرية
والعدل والكرامة الانسانية .
- انه
من الضروري على الهيئات العاملة لفلسطين أن تشتغل على رفع منسوب الوعي المقدسي لدى
كل الفئات العمرية وخاصة الشباب، وذلك عن طريق التوعية والتثقيف في قضية فلسطين،
والتعبئة والحشد لها كلما دعت الضرورة لذلك، كي تظل قضية فلسطين والمسجد الاقصى
حية في قلوب ووجدان أمتنا العربية والاسلامية، استعدادا للمعركة الفاصلة، معركة
التحرير انشاء الله تعالى.
- أنه لا تحرير لأرض فلسطين والمسجد
الاقصى المبارك إلا بتحرير أنفسنا من براثن الشيطان وقيود النفس والهوى والغفلة عن
الله تعالى، وتحرير الاوطان العربية والاسلامية من الحكام الفاسدين والمستبدين
الجاثمين على رقاب الامة بقوة الحديد والنار وسطوة السلطان .