يوم تصبح فلسطين حرّة
ربى حسن
ستون عيداً في الشتات تلوّنت فيها طرق الاحتفال بعادات بلدان الشتات. مثلاً هنا في الأردن، عادة جديدة اكتسبها أبناء المخيمات من الأردنيين، وهي التوجه إلى مطاعم الشاورما ظهيرة العيد، وعلى مدى الأيام الثلاثة. لماذا هذا الاحتفال بطبق الشاورما؟ علمه عند الله. الأطفال كذلك ينفقون عيدياتهم على الألعاب، وخصوصاً المسدسات البلاستيكية، وخاصة مسدس الخرز الصغير. وهو مسدس انتشر بسرعة، لأن له مخزناً وتسحب «أقسامه» كالمسدسات الحقيقية، ولكنه مؤذ جداً، ولا يمر عيد من دون إصابات تشبه اللسعات، ولولا العناية قد تعمي العيون.
والعيد مناسبة لتلقّي «عيدية» المهاجرين. فالشباب الفلسطيني الذي يعمل في بعض دول الخليج، اعتاد أن يرسل بعض النقود إلى جمعية خيرية للأيتام في «مخيم البقعة» للاجئين شمال عمان، فترتسم بسمة الفرج المؤقت على شفاههم المحرومة في ليلة العيد. بعض الثياب والأحذية والألعاب قد تكون علامة فارقة في قلب طفل لاجئ ويتيم.
عندك أيضا الناحية «الحدثية» الاستهلاكية. هكذا تنتشر «تيشيرتات» تحمل صورة «علمدار» وشعار «وادي الذئاب»، وهما مسلسلان «ضربا» في المخيمات، فأصبحت صورهم الأكثر انتشاراً. ولكن هل هذا العيد رغم كل ألوانه وبهرجته هو عيد حقيقي؟
هل العيد في الغربة والشتات عيد؟
أم فرصة لتذكر فرح العيد الحقيقي أو تصوره؟
العيد الحقيقي يا عبد الله هو عند عودتنا إلى فلسطين. هناك مقابرنا الممنوع علينا زيارتها. هناك الساحات الحقيقية لتبادل التهنئة بالعيد، أو زيارة المقامات الدينية ومراقد الأنبياء والأولياء.
العيد يا عبد الله هو عيد فلسطين الحرة حيث يحتفل أهل الساحل الفلسطيني والجليل والضفة والقطاع، ويتمكنون من التزاور بحرية في كل الأعياد بلا استثناء، إن كان أضحى أو عيد الميلاد وعيد القيامة والأعياد المتنوعة لأديان فلسطين...ذاك العيد سيكون في بلد عربي حر اسمه فلسطين.
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية