مجزرة مارون الراس: مواقف مندّدة ومخاوف من صيف ساخن
الثلاثاء 17 أيار 2011
المصدر: السفير
أجمعت ردود الفعل أمس على استنكار المجزرة التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية بحق المتظاهرين في بلدة مارون الراس الجنوبية والجنوب الجولان المحتل، والتأكيد على «الانتقال من جيل النكبة الى جيل العودة»، وبأن فلسطين ستبقى القضية المركزية للعرب. فيما تمايز الفريق الآذاري بالحديث عن «مغزى التوقيت» والتحذير من استغلال «أنظمة محيطة» لهذا التحرك «المبارك». وذهب البعض، كما فعل النائب احمد فتفت، الى حد طرح هواجس من ان تكون أحداث مارون الراس «بداية صيف ساخن وحرب اقليمية قد يكون لبنان مسرحا لها»، مشيرا في الوقت عينه الى ضرورة «معرفة من المسؤول عن الضحايا التي سقطت».
ورأى رئيس الجمهورية السابق اميل لحود «ان يوم النكبة أضحى يوم العودة بامتياز الى تخوم الكيان الغاصب». وقال «ان ما حصل في جنوب لبنان وجولان سوريا يذكّرنا بسياج ارنون الذي حطّمه في حينه شعب لبنان الاعزل الذي أراد استعادة أرضه»، مؤكدا «ان ملحمة ارنون الشعبية التي زينت لوحة تذكارية عنها القاعة الكبرى في القصر الجمهوري هي في ذاكرة كل لبناني وعربي مؤمن بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة عند عجز الشرعية الدولية من إحقاق الحق وسماع صوت الشعوب المقهورة».
وأعلن الرئيس سليم الحص «أن أمة تتشبث بحقوقها الوطنية والإنسانية على النحو الذي كان هي أمة خالدة بإذن الله لا تموت. لقد كان يوم النكبة هذا العام يوما تاريخيا حقا». أضاف «مع حزننا العميق على الضحايا الذين سقطوا فإننا نبارك للشعب العربي تمسكه بقضيته المركزية في فلسطين واستعداده لبذل الغالي والنفيس في سبيلها».
واعتبر الوزير محمد الصفدي «ان دماء الشهداء هي تذكير للعرب جميعا بأن قضية فلسطين هي الاساس، وان اسرائيل لا تتردد أبدا في إشعال الفتن الطائفية والمذهبية في البلدان العربية لتفكيكها وإضعافها».
واعتبر رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية، ان المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل «هي تكريس لهمجية هذا العدو واستمرار لانتهاكه حقوق الانسان وللمجتمع الدولي المطالب بموقف واضح ومسؤول حيال ما حدث».
ورأت النائبة بهية الحريري «ان الدماء الفلسطينية والعربية التي روت حدود فلسطين من لبنان الى سوريا الى غزة تؤكد ان الوجهة ستظل دائما فلسطين التي ستبقى القضية المركزية للعرب، وتؤكد ان لا استقرار في المنطقة والعالم من دون إعادة الحق الى أصحابه واستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه وإقامة دولته المستقلة».
ودعا النائب محمد قباني «إلى تكرار مسيرات شعبية مليونية إلى حدود فلسطين، فيحمل الفلسطينيون مفاتيح بيوتهم يلوحون بها للعالم الساكت على الظلم وبعضه متواطئ وفي مقدمهم الولايات المتحدة».
وفيما دان النائب مروان حماده الاعتداء الاسرائيلي السافر، مشيرا الى «استعادة الشعب الفلسطيني بوصلة نضاله وجهاده الحقيقيين ضدّ اسرائيل»، فقد اعتبر «أنّ هذا الحراك النضالي المقدّس لا ينفي ضرورة تنبّه أشقائنا الفلسطينيين، قيادات وشعبا في الداخل وفي أرض الشتات، من محاذير محاولة أنظمة محيطة، المتجدّد منها والمتهاوي، استغلال هذا التحرّك المبارك والتسلّل عبره بغية إقامة الموروثات ذاتها بحلل جديدة».
واعتبر النائب نبيل دو فريج «ان التظاهرات التي حدثت تطرح علامة استفهام لناحية التوقيت، خصوصا اننا لم نر على شاكلتها في العامين الماضيين».
وأكد النائب عبد المجيد صالح «ان القضية الفلسطينية لم تكن لوحا من الثلج تذوب. لقد طرق فلسطينيو الداخل والشتات ابواب العودة الى فلسطين مسقطين مقولة التوطين».
وقال النائب نضال طعمة ان ما جرى يؤكد «أن القضية الفلسطنية ما زالت في وجدان الناس».
ودان النائب علي عسيران جريمة اسرائيل النكراء، مؤكدا «ان احتجاج الفلسطينيين كان سلميا ولم يكن مسلحا».
وفيما استنكرت «القوات اللبنانية» «أشد الاستنكار الممارسات الإسرائيلية المتمثلة بإطلاق النار على المتظاهرين العزل وإيقاع قتلى وجرحى في صفوفهم»، رأت في بيان «ان سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا يرتب على الجهة التي تتلاعب بعواطف ووطنية بعض الشبان المندفعين خدمة لمآربها الخاصة ـ أيا كانت هذه الجهة ـ مسؤولية معنوية وسياسية توازي المسؤولية الجنائية المباشرة التي تتحملها إسرائيل». ودعت «الدولة اللبنانية الى فرض تطبيق القرار 1701 ومنع أي طرف كان من العبث بأمن الجنوب واللبنانيين، بما يؤدي الى استدراج ردود فعل عسكرية لا تحمد عقباها على غرار ما حصل يوم أمس، وفي 12 تموز 2006». كما استنكرت الحوادث التي شهدتها الحدود الشمالية مع سوريا.
ورأى المكتب السياسي الكتائبي «ان ذكرى النكبة لا تعني الشعب الفلسطيني وحده بل العالم بأسره»، معتبرا ان الدماء التي سقطت «لا بد ان تشكّل عبرة للدول للدول العربية وللعالم لوعي مسؤولياتها».
وأكد لقاء الاحزاب اللبنانية بعد اجتماع طارئ عقد في مكتب رئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد «أن مسيرة 15 أيار أكدت تمسك الشعب الفلسطيني بخيار العودة الى فلسطين ورفضه لكل أشكال التهجير والتوطين وبعدم الرضى عن فلسطين بديلا».
واعتبر الحزب السوري القوي الاجتماعي «أن الدماء التي سقطت أعادت البوصلة إلى الاتجاه الصحيح، وأن الأولوية هي لتحرير فلسطين ودحر المشروع اليهودي الاغتصابي».
ووصف مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الاعتداء «بالعمل الاجرامي والارهابي الذي يمارسه الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني منذ 1948». وقال «ان هذا العدوان جريمة إرهابية يعاقب عليها القانون الدولي وتضع مجلس الامن والمجتمع الدولي أمام مسؤولياته».
وتحدث نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان عن «انتفاضة جديدة وبداية سعيدة تبشّر بالخير، اذ كسرت الشعوب العربية حاجز الخوف وجعلت الكيان الصهيوني ورقة في مهب الريح».
وقال مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ان الشعب العربي «الذي أرعب هذا العدو بتظاهرات سلمية لقادر على تحرير الأقصى وبيت المقدس».
وندد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بالمجزرة، فيما اعتبر تجمّع العلماء المسلمين «ان هذه الفعالية في التحرك تؤكد ان بداية زوال الكيان الصهيوني باتت قريبة جدا»، مشيرا الى «ان الرهان على المجتمع الدولي وعملية السلام رهان خاسر وفاشل واستسلام».
واعتبر أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون العميد مصطفى حمدان «ان زمن الانتصارات قد حان، والشعبان العربي والفلسطيني أثبتا أنه لا فضل لعربي على عربي إلا عبر تقدمه تجاه فلسطين».
ومن المستنكرين: الحركة الوطنية للتغيير الديموقراطي، حزب التوحيد العربي، جبهة التحرير الفلسطينية، الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، الدكتور سمير صباغ، النائب السابق عدنان عرقجي، رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي النائب السابق عبد المجيد الرفاعي، رئيس لقاء علماء صور العلامة علي ياسين، العلامة الشيخ عفيف النابلسي، رئيس جبهة العمل المقاوم الشيخ زهير الجعيد، رئيس حزب الحوار الوطني المهندس فؤاد مخزومي، رئيس المكتب السياسي لـ«حركة أمل» جميل حايك وعضوا هيئة الرئاسة في الحركة الدكتور خليل حمدان وقبلان قبلان، حزب الاتحاد، اللقاء الوطني التضامني في الشمال، رابطة الشغيلة، الحزب الديموقراطي الشعبي، المؤتمر الشعبي، جبهة العمل، محمد شاكر القواس، رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين، حــزب النجادة، حركة العمل والوعي الاجتماعي، اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني، الجمعية الفلسطينية لحقوق الانسان، الشباب الوطني، الاصلاح والتقدم، التجمع الوطني الديموقراطي، حركة شباب ثورة 27 شباط السلمية، «الصاعقة»، الامين العام للحزب العربي الديموقراطي علي عيد وعمر غندور...