أبو عماد الرفاعي: حماس لا تعرقل المصالحة.. والعائق هو استمرار المفاوضات مع الاحتلال
شدد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي، على ضرورة أن تبقى المصالحة الفلسطينية خيار كافة الفصائل الفلسطينية. وطالب الرفاعي بإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وحل السلطة الفلسطينية "إذا لم تتبن خيار المقاومة لقمع الاحتلال وممارساته في المنطقة"، مشيراً إلى أن اعتراف العديد من دول العالم بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 "لا يمكن أن تغير في سياسة الدول صاحبة القرار في إدارة مشاريع الهيمنة والسيطرة في المنطقة"، معتبراً أن هذه السياسة الدولية "لا ترتقي إلى مستوى الحفاظ على الحقوق الفلسطينية".
ولم يستبعد الرفاعي خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" أن يشن الاحتلال حرباً جديدة على القطاع، داعياً المقاومة الفلسطينية إلى أن تظل على أهبة الاستعداد في حال أقدمت (إسرائيل) على عدوان جديد ضد القطاع.
وأوضح الرفاعي أن المصالحة الفلسطينية يجب أن تبقى خيار كافة الفصائل الفلسطينية في ظل حالة التصعيد الإسرائيلي والاستهداف الأمريكي ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته في كل مكان، مؤكداً أنها ستتحقق في حال كانت نابعة من المصلحة الوطنية العليا وعدم انحصارها في إطار الرؤية الفصائلية الضيقة.
وبيّن أن العائق الأساسي الذي يحيل دون إنهاء الانقسام هو استمرار السلطة الفلسطينية باعتناق خيار التفاوض مع الاحتلال، والارتهان للجانب الأمريكي الذي له دور كبير في تعطيل المصالحة.
وطالب الرفاعي السلطة الفلسطينية بضرورة أن تحسم خياراتها، للحفاظ على الحقوق والثوابت الفلسطينية، والتخلي عن الإدارة الأمريكية.
كما ودعا السلطة إلى إعادة الوحدة للشعب الفلسطيني وتعزيز دور المقاومة والتشبث بالحقوق الفلسطينية، "وألا تبقى محشورة في إطار الاتفاقيات السابقة التي لم تصب في مصلحة الفلسطينيين يوماً من الأيام", على حد تعبيره.
وأضاف: "لا أرى أن حركة حماس تعرقل المصالحة لأن المشروع الذي تتبناه هو مشروع المقاومة التي لا تنضج أو تنجح إلا بتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، فيما لا تزال سلطة رام الله تراهن على المفاوضات التي لا يمكنها أن تظل قائمةً على قيد الحياة في حال إنهاء الانقسام الفلسطيني، وهذان المشروعان لا يمكنهما أن يتقابلا إلا عند التقاء الأهداف والمصالح لذلك لا أعتقد أن هذين المنهجين من الممكن أن يلتقيا عند نقطة تحفظ الحقوق الفلسطينية ودور المقاومة في ذلك".
وتابع: "إن الجهاد الإسلامي يرفض مبدأ إعادة الأرض الفلسطينية بالتجزئة، لذلك فهي متمسكة بحق الفلسطينيين بأراضيهم الواقعة من البحر إلى النهر والتي تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948"، معتبراً أن الحديث عن الاعتراف بدولة فلسطينية قائمة على الأراضي المحتلة عام 1967، "لا يجدي نفعاً ولا يعيد هذه الأرض والحقوق الفلسطينية، ويعيد نفس التجربة السابقة التي مارستها المنظمة".
وأكمل بالقول: "إن الحديث عن إرادة فلسطينية بإقامة دولتهم على حدود عام 67 أصبح يدار في بعض الصالونات ولا يمكن لها أن تنجح في ظل هذه الأوضاع الأمريكية والإسرائيلية ولا يمكن لخيار التسوية أن يحقق ذلك أيضا".
وبخصوص معارضة حركته للمشاركة في الحكومة الفلسطينية بغزة، أرجع الرفاعي سبب ذلك إلى أنها تقع من ضمن إفرازات اتفاقية أوسلو، وفق قناعته، مؤكداً أنه وفي حال تم تشكيل حكومة بعيدة عن هذا السقف فمن الممكن أن تشارك بها "الجهاد"، مع اعتماد المقاومة كخيار أساسي لهذه الحكومة.
لاجئ نت - وكالات