القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أزمة تعليمية وتهديدات وظيفية في مركز سبلين للتدريب: اتحاد الأونروا يحذر من عواقب الإدارة «المزاجية»


الإثنين، 08 أيلول، 2025

مع اقتراب انطلاق العام الدراسي الجديد، يواجه مركز سبلين للتدريب المهني التابع للأونروا أزمة حقيقية، تهدد استقراره ومستقبل آلاف الطلاب والعاملين فيه. فقد كشف اجتماع مشترك بين لجنة موظفي المركز والمجلس التنفيذي لاتحاد العاملين المحليين في الوكالة بلبنان، عن سلسلة من الإجراءات الإدارية التي وصفها الاتحاد بالخطيرة، محذراً من أن سياسات الإدارة "المزاجية" قد تدفع الأوضاع نحو تصعيد غير مرغوب فيه.

تفاصيل الأزمة التعليمية: دورات ملغاة ومصير مجهول

تركز النقاش بشكل أساسي على ما اعتبره المجتمعون "ثغرات خطيرة" في التخطيط للبرامج التدريبية، نتيجة غياب الشراكة والتشاور مع الكادر المختص في المركز. وقد نتج عن ذلك قرارات مفاجئة بإلغاء دورات أساسية تشكل عصب التعليم المهني للطلاب.

فقد أشار البيان الصادر عن الاجتماع إلى إلغاء جميع دورات البكالوريا الفنية (BT) لطلاب الصف التاسع، باستثناء تخصصي المحاسبة والمعلوماتية. كما تم إلغاء دورات أساسية للتدريب المهني (CBT) مثل التمديدات الصحية والنجارة، وتقليص مدة دورة الطاقة الشمسية إلى ستة أشهر فقط. هذه القرارات لا تهدد فقط جودة التعليم، بل تضع مستقبل الطلاب الراسبين في التخصصات الملغاة مثل ميكانيك السيارات، والرسم المعماري، والكهرباء العامة في مهب الريح، دون وجود خطة واضحة لمصيرهم.

الأمن الوظيفي على المحك: عقود يومية وشواغر مهملة

لم تقتصر الأزمة على الجانب التعليمي، بل امتدت لتشمل الأمن الوظيفي للعاملين. فقد أكد المجتمعون وجود 8 شواغر في وظائف أساسية (عمال نظافة وحدائق)، مطالبين بتثبيتها وتعيين موظفين دائمين بدلاً من الاعتماد على عقود قصيرة الأجل.

وسلّط البيان الضوء على وضع المعلمين الذين باتت غالبيتهم الساحقة على عقود يومية، داعياً إلى تثبيتهم عبر "الروسترات" الرسمية. وأشار المجتمعون إلى "مفارقة لافتة" ومستفزة، تتمثل في إشراف مسؤولين بعقود يومية على معلمين مثبتين منذ أكثر من عشرين عاماً، مما يثير تساؤلات حول الكفاءة الإدارية واحترام الأقدمية.

تحذيرات نقابية ومستقبل غامض

في ختام اجتماعهم، وجه الاتحاد ولجنة الموظفين رسالة واضحة إلى إدارة "أونروا" في لبنان وعمان. شددوا فيها على ضرورة معالجة هذه الملفات بشكل عاجل، مؤكدين على أهمية التخطيط السليم والشراكة الحقيقية للحفاظ على مصالح المركز وحقوق العاملين. وحذّر البيان من أن عدم الاستجابة لمطالبهم قد يفرض على الاتحاد "خطوات تصعيدية" لضمان انطلاقة دراسية مستقرة، بعيداً عن أي فوضى قد تتسبب بها القرارات المتسرعة.

ويبقى مصير مركز سبلين، الذي يمثل ركيزة أساسية في التعليم المهني للاجئين الفلسطينيين، معلقاً على مدى استجابة الأونروا لهذه المطالب قبل بداية العام الدراسي الجديد.