القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أهالي طلاب مخيم عين الحلوة عاجزون عن تحمل كلفة النقل


الثلاثاء، 31 آب، 2021

يقف أهالي الطلاب في مخيم عين الحلوة، وقفة عجز، مذهولين من هول الكارثة التي هم فيها، بعدما أعلن وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الأعمال، طارق المجذوب، أن العام الدراسي المقبل سيكون حضورياً، رغم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تعصف بلبنان، متسائلين عن مصير مستقبل أولادهم، بعدما أصبحت تكلفة المواصلات تتجاوز تكلفة القسط المدرسي، (في المدارس الخاصة)، وربما أكثر.. ناهيك عن المصاريف الإضافية المتعلقة بالقرطاسية والزي المدرسي.. فهم بالكاد يؤمّنون قوت يومهم، فكيف سيتدبرون أمر بدلات النقل بأسعارها المفجعة؟

وفي هذا السياق، تحدثت السيدة سميحة س. لـ"وكالة القدس للأنباء"، وهي أم لـ 4 طلاب، قائلة: "لم أكن أتوقع أن يكون العام الدراسي حضورياً لعدة أسباب منها أن وباء كورونا عاود الانتشار بشكل كبير، وأيضاً أزمة المواصلات بعدما أصبحت بدلات النقل بسعر جنوني"، مبينة أنها "أولادي الأربعة موزعون على مدرستين تابعتين للأونروا خارج المخيم، ولا بد من تأمين باص لنقلهم، وعندما سألت عن التكلفة أصابتني صدمة، بعدما قال لي ٦٠٠ ألف ليرة لبنانية على الولد الواحد!! كيف؟ لا أعرف .. وعلى الإخوة خصم.. سألته خصم ماذا؟ بكل معنى الكلمة لم يعد باستطاعتي أن أنطق"، مشيرة إلى أن "راتب زوجي بالشهر مليون ونصف، هذا يعني أن أدفع راتبه فقط للمواصلات، ولم نسأل بعد عن أسعار القرطاسية التي تحلق في السماء".

من جانبها قالت سمية أ. إن "الوضع المعيشي أصبح لا يطاق، وقرار وزير التربية زاد أوضاعنا سوءاً، أنا حتى اللحظة لم أتجرأ أن أسأل عن تكلفة النقل، لأني سمعت أرقاماً خيالية أصابتني بالذهول"، موضحة أنها "رغم أني كنت من أول العالم التي تؤيد أن يكون التعليم حضورياً نظراً للفائدة التي تعود للطلاب، لكن لم يكن الوضع كما هو عليه اليوم، نحن لم نستطيع أن ندفع بدلات النقل بهذه الأسعار، وان استطعنا هذا يعني أن لا نأكل ولا نشرب ولا ندفع آجار المنزل، لذلك نحن لا نطالب أن يكون التعليم عن بعد، إنما يجب أن يكون هناك حل لأزمة باصات نقل الطلاب".

بدورها تحدثت أسماء ع. قائلة: "ابني مسجل في مدرسة خاصة، وأنا مع التعليم الحضوري منذ البداية، لكن صدمتي كانت عندما علمت أن بدل المواصلات سيكلف أكثر من القسط السنوي للمدرسة، بأي منطق يحصل هذا؟ زوجي يعمل طوال الشهر وبالكاد نأكل ونشرب، وأبقى طوال فترة العطلة الصيفة أوفر من معاش زوجي وأحرم نفسي كي أستطيع تأمين القسط للمدرسة، ماذا سوف أفعل الآن؟ بأي طريقة سأرسل ابنتي إلى المدرسة؟"، مبينة أنه "لابد من إيجاد حل لهذه الأزمة بأسرع وقت ممكن، وإلا سيخسر العديد من الطلاب مستقبلهم بسبب عدم تمكنهم من الوصول إلى المدرسة".